ظن المسلمون عندما بويع علي (ع) انهم تخلصوا من الفتن والأراجيف التي كانت من قبل ، ولكنهم ما كانوا يحلمون بأن طلحة والزبير ينكثا البيعة يوماً ما ، لحطام الدنيا الدنية ، ويثيراها حرباً دامية ـ بالبصرة ـ وكان النصر لعلي على اعدائه ، وهناك نعر معاوية بالشام معلناً حربه على خليفة المسلمين فكانت الواقعة بصفين اعظم منها بالبصرة ، وكاد معاوية أن يستسلم لعلي في صبيحة ليلة الهرير لولا مكيدة عمرو بن العاص ، وإشارته برفع المصاحف على الرماح ، ومن هناك بدأت الفتنة على ما ذكره المؤرخون فتنة ـ الخوارج ـ.
وقعت الفتنة في جيش أهل العراق ، وذلك لسماع الهتافات من جيش الشام ـ لا حكم إلا لله ـ كلمة حق أريد بها باطلاً ، فانحازت وقتئذ طائفة من عسكر علي (ع) وهي تقول. جعلوا الكتاب حكماً بيننا وبينهم. وارتفعت أصواتهم يا علي أجب القوم إلى كتاب الله وهذه الطائفة كانت تضمر غير ما تظهره من قل على علي (ع) فظهر منها في هذا الموقف ما ظهر من الحقد والمروق ، أمثال الأشعث بن قيس ، وحرقوص الخارجي ونظائرهما ممن اندس في جيش علي (ع) حتى اجبروا خليفتهم على المهادنة وإجابة القوم ـ إلى حكم الكتاب ـ فكأنهم لم يقرؤا