قوله تعالى : ( اطيعوا الله والرسول وأولوا الأمر منكم ) فمن ذلك اليوم بدأت فتنة الخوارج كما ذكر المؤرخون.
ولكنا لو أمعنا النظر لرأينا فتنة الخوارج لم تكن وليدة صفين بل كانت نواة هذه الطائفة من عهد النبي الأعظم.
نعم البدزة كانت من عهد النبي ومن اليوم الذي عارض ذلك الرجل رسول الله (ص) بقوله ( اعدل يا رسول الله ) من هو ذلك الرجل يا ترى؟ هو حرقوص بن زهير التميمي ـذو الخويصرة (١).
ذكر ارباب التاريخ أن النبي (ص) لما رجع من الجعرانة ، بعد أن فرغ من غزوة حنين. صار يقسم الغنائم. فآثر نفراً تألفاً لقلوبهم في الإسلام. فصاح به الرجل ـ اعدل يا رسول الله ـ فقال (ص) : ( ويحك ومن يعدل إذا لم اعدل ). ثم التفت النبي (ص) الى اصحابه وقال : ( انه يخرج من ضئضىء هذا قوم يتلون كتاب الله رطباً لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وآيتهم رجل احدى يديه كثدي المرأة ) فقام اليه عمر بن الخطاب (رض) وقال : يا رسول الله اقتله؟ فقال (ص) دعه فان له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع
__________________
(١) هو الذي صار اماماً للخوارج يأتمون به في الصلوات.