( الفتنة ورفع المصاحف )
ان اعظم ساعة مرت على معاوية بن ابي سفيان. هي الساعة التي ضاق به الخناق. وكادت روحه أن تفارق جسده. وذلك لإنكسار جيشه بصفين صبيحة ليلة الهرير ، وطلوع فجر النصر على جيش علي (ع) جيش العراق فالتفت عندئذ الى عمرو بن العاص قائلاً له وهو في رعدة واضطراب أنفر أم نستأمن؟ فقال ابن العاص أؤمر برفع المصاحف ، فان قبلوا حكم القرآن أوقفنا الحرب. ورافعنا بهم الى أجل. وان أبى بعضهم إلا القتال الحرب. ورافعنا بهم الى أجل. وان أبى بعضهم إلا القتال فللنا شوكتهم ووقعت الفرقة بينهم. فصوب معاوية هذا الرأي وأمر برفع المصاحف فرفعت على أطراف الرماح.
ذكر نصر بن مزاحم عن جابر. قال سمعت تميم بن جذيم يقول : لما أصبحنا من ليلة الهرير. نظرنا فاذا أشباه الرايات أمام صف أهل الشام وسط الفيلق من حيال معاوية ، فلما أسفرنا فاذا هي المصاحف قد ربطت على أطراف