شهادة معاوية ، وهو أسلم عام الفتح ، وفتوح خيبر قبل ذلك سنة سبع ، وفيه شهادة سعد بن معاذ ، وهو مات يوم بني قريظة قبل خيبر بسنتين ، ففرج ذلك عن المسلمين غما.
وروي عن اسماعيل بن عياش أنه قال : كنت بالعراق ، فأتاني أهل الحديث ، فقالوا : ها هنا رجل يحدث عن خالد بن معدان ، فأتيته فقلت : أي سنة كتبت عن خالد بن معدان؟ فقال : سنة ثلاث عشرة ـ يعني ومائة ـ فقلت : أنت تزعم أنك سمعت منه بعد موته بسبع سنين لأن خالدا مات سنة ست ومائة.
وروي عن الحاكم أبي عبد الله أنه قال : لما قدم علينا أبو جعفر محمد بن حاتم الكشي ـ بالشين والسين معا ـ وحدّث عن عبد بن حميد ، سألته عن مولده ، فذكر أنه ولد سنة ستين ومائتين ، فقلت لأصحابنا هذا يزعم أنه سمع من عبد بن حميد بعد موته بثلاث عشرة سنة.
وذكر قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان ، قال : وجدت في كتاب الشامل في أصول الدين لإمام الحرمين ، وذكر طائفة من الثقات الأثبات : إن هؤلاء الثلاثة تواصوا على قلب الدول ، والتعرض لإفساد المملكة ، واستعطاف القلوب واستمالتها ، وارتاد كل واحد منهم قطرا. أما الجنابي فأكناف الأحساء ، وابن المقفع توغل في أطراف بلاد الترك ، وارتاد الحلاج بغداد ، فحكم عليه صاحباه بالهلكة والقصور عن درك الأمنية لبعد أهل العراق عن الانخداع ، هذا آخر كلام إمام الحرمين.
ثم قال شمس الدين بن خلكان : وهذا لا يستقيم عند أرباب التواريخ ، لعدم اجتماع الثلاثة المذكورين في وقت واحد. أما الحلاج والجنّابي فيمكن اجتماعهما ، ولكن لا أعلم هل اجتمعا أم لا ، وذكر وفاة الحلاج في سنة تسع وثلاثمائة ، وذكر