لله ما يومنا يوم الشعانين |
فضّ الإله به جيش الملاعين |
(٥ ـ و)
وطار بالناكث الصفّار منشمر |
|
كأنما بعده نسل السراحين (١) |
أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي قال : أخبرنا زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي إذنا عن أبي القاسم علي بن أحمد البندار عن أبي أحمد عبيد الله بن محمد قال : أخبرنا أبو بكر الصولي إجازة قال : حدثنا الحسين بن إسحاق قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحارث قال : بويع المعتمد على الله ، وهو أبو العباس أحمد بن جعفر المتوكل على الله ، وأمه أم ولد يقال لها فتيان في يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين ، وهو اليوم الذي مات فيه المهتدي ، ودعي له بالخلافة على المنبر يوم الجمعة لعشر بقين من رجب ، وقد قيل إن المهتدي بالله مات يوم الخميس بعد ما بويع المعتمد بيومين.
قال : وركب المعتمد يوم الاثنين لسبع بقين من رجب إلى دار العامّة ، وقعد لبني هاشم والناس فبايعوه ، فلما كان يوم الخميس لأربع ليال بقين من رجب ركب في الميدان إلى وادي إسحاق ، وخرج من الماء ، فركب وظهر للعامة من الوادي إلى الجوسق في شارع الحسنيّة ، ثم أمر أن يحدر عيال الواثق وولده إلى مدينة السلام ، ولما مات المهتدي بالله نودي على أخيه عبد الله بن الواثق ، وبذل لمن جاء به مال ، ثم ظهر أمره أنه هرب إلى يعقوب الصفار ، وأن يعقوب قبله أحسن قبول ، وأظهر إكرامه ، وكتب (٥ ـ ظ) المعتمد إلى يعقوب في حمله فلم يجب إلى ذلك.
وقال أبو بكر الصّولي : حدثنا عون بن محمد قال : قتل المهتدي يوم حارب الأتراك جماعة بيده ، ورأوا من شجاعته وبأسه ما لم يروه من أحد قط ، فلما صار
__________________
(١) السرحان هو الذئب ـ القاموس المحيط. انظر تاريخ بغداد : ٤ / ٦١. حيث تصحف الشعر الى حد التشويه.