وقال أبو بكر الصولي : حدثنا الحسن بن إسماعيل قال : جلس المعتمد يشرب يوم الأحد لإثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب بالحسني (١) على المسنّاة الشرقية على دجلة مع المغنين والمخنثين ، وأكل في ذلك اليوم من رؤوس الجداء ، واصطبح ، ثم تشكى في عشيته تلك ، فتعالج وبات وقيذا (٢) ، فمات في ليلته ، وأحضر المعتضد القضاة ووجوه الناس فنظروا إليه ، ثم حمل إلى سر من رأى ، ودفن بها ، وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وستة أيام ، وقيل : غير يوم ، وقيل : يوما ؛ وكان صوته الذي (٧ ـ ظ) شرب عليه يوم اصطبح في شعر أبي نواس :
يا كثير النوح في الدمن |
|
لا عليها بل على السكن (٣) |
قال : وكان عمره يوم مات خمسين سنة كاملة ، وكان أسنّ من الموفق بستة أشهر.
أنبأنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور بن زريق قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال : أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس ، ح.
وأخبرنا عمر بن طبرزد ـ إذنا ـ قال : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ـ إن لم يكن سماعا فإجازة ـ قال : أخبرنا أبو منصور بن عبد العزيز قال : أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال : أخبرنا عمر بن الحسن الأشناني قال : أخبرنا ابن أبي الدنيا قال : ومات المعتمد على الله ليلة الاثنين لإحدى عشرة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين فجأة ببغداد ، وحمل إلى سر من رأى.
__________________
(١) قصر في دار الخلافة في بغداد منسوب الى الحسن بن سهل. معجم البلدان
(٢) الوقيذ : الثقيل والشديد المرض. القاموس ، ومن المرجح أن الصولي أودع أخباره في كتابه «الاوراق» الذي لم يصلنا كله.
(٣) ديوانه ـ ط. دار صادر بيروت : ٦٤٥.