أنشدنا علي بن أحمد المادرائي قال : كتب أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي في حاجة كانت له بالرملة :
إني سألتك بالذي |
|
زان الامامة بالوصي |
وأبان في يوم الغدير |
|
لكل جبار غوي |
فضل الإمام عليهم |
|
بولاية الرب العلي |
إلّا قصدت لحاجتي |
|
وأعنت عبدك يا علي |
قال : وكان يتشيع ، وقيل : كان ملحدا ، والله أعلم.
قلت : وسنذكر (٤٧ ـ و) في ترجمة طاهر بن الحسن بن طاهر حكاية عن الخالديين تدل على أن المتنبي كان مخالفا للشيعة.
أنبأنا أبو اليمن الكندي عن الشيخ أبي منصور موهوب بن أحمد الجواليقي قال : قال علي بن حمزة البصري صاحب أبي الطيب المتنبي ـ أو غيره ممن صحب المتنبي ، شك فيه أبو منصور قال : بلوت من أبي الطيب ثلاث خلال محمودة ، وتلك :
__________________
ـ وجعا ، وللاستاذ عندي رقعة فيها مهم ، فتدفعها اليه عشية العيد عند العتمة اذا خلا ، فقد هنيته بالعيد وذكرت عذري في التأخر ، فأخذ الفرغاني الرقعة ، وهرب المتنبي من ساعته ، وأصبح الناس بشغل العيد ، وجلس كافور عشية العيد للشعراء فسأل عن المتنبي ، وقال : سلو عنه ، فتوانى من قيل له ، وتوانى الفرغاني أيضا تلك الليلة في ايصال الرقعة الى كافور ، فلم يوصلها اليه الا من الغد ، فجاء بها كافور مع العتمة ، وقال له والشمع بين يديه : دفع لي عبدك أبو الطيب المتنبي رقعة وهو ضعيف من شيء يجده ، وعرفني أن فيها مهما ، فاتهمه كافور أنه قد هجاه في الرقعة فأخذها بيده ، وقال : أرسلوا الي أبي الطيب ، سلوا عنه ، فمضى عدة من الرسل في طلبه ، فانكشف الامر أنه قد هرب ، فوضع كافور الرقعة في الشمعة وأحرقها بيده ، وعلم أنه هجاه ، وأخذ يسب من حسن له التقصير في أمره ، وتأسف عليه وقلق بذهابه». والمثير في خبر فرار المتنبي أن كافور الاخشيدي كان سيدا لمصر ولجنوب الشام بامكانه الايعاز الى عماله بملاحقة المتنبي ، وهنا لا بد من افتراض وجود من دبر فرار المتنبي مما يرجح القول أنه كان يعمل لحساب الدعوة الاسماعلية.