بعد انصرافه من حصن برزويه. (١).
وقال في حوادث سنة ست وأربعين وثلاثمائة : فيها سار المتنبي من الشام الى مصر.
ووقع إلي أجزاء من تاريخ مختار الملك محمد بن عبيد الله بن أحمد المسبحي (٢) ، فقرأت فيه قصيدة لأبي الطيب يرثي بها أبا بكر بن طغج الاخشيذ ، ويعزي ابنه أنوجور بمصر سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ، والقصيدة ليست في (٤٦ ـ ظ) ديوان شعره ، فقد كان أبو الطيب صعد الى مصر مرة أخرى قبل هذه المرة التي ذكرناها ، وأول القصيدة.
هو الزمان مشت بالذي جمعا |
|
في كل يوم ترى من صرفه بدعا |
إن شئت مت أسفا أو فابق مصطبرا |
|
قد حل ما كنت تخشاه وقد وقعا |
لو كان ممتنع تغنيه منعته |
|
لم يصنع الدهر بالاخشيذ ما صنعا |
وهي طويلة.
وقرأت في كتاب أبي القاسم يحيى بن علي الحضرمي الذي ذيل به تاريخ أبي سعيد بن يونس ، وذكر فيه من دخل مصر من الغرباء فقال : أحمد بن الحسين بن الحسن الكوفي الشاعر ، أبو الطيب ، يعرف بالمتنبي ، رحل من مصر سرا من السلطان ليلة النحر سنة خمسين وثلاثمائة ، ووجه الاستاذ كافور خلفه رواحل الى جهات شتى ، فلم يلحق (٣).
__________________
(١) بقايا هذا الحصن قريبة من جسر الشغر السورية.
(٢) من أعظم من أرخ للدولة الفاطمية في مصر وصلتنا قطعة صغيرة من تاريخه فيها حوادث ٤١٤ ـ ٤١٦ موجودة في مكتبة دير الاسكوريال ، وقد نشرت في مصر.
(٣) كتاب ابن يونس بحكم المفقود وكذلك ذيله ، ونقل المقريزي هذا الخبر في ترجمته للمتنبي في المجلدة الاولى من كتابه المقفى (مخطوطة برتو باشا) انما دون ذكر المصدر ، لكنه زادنا بتفاصيل خبر مغادرته لمصر حيث قال : «وعند ما عزم على الهرب من مصر أرسل الى أبي بكر الفرغاني أحد جلساء كافور يقول له : اني أجد