(٤٦ ـ و) تأليف أبي الحسن علي بن الحسين الديلمي الزرّاد ، فنقلت منه : وكان لسيف الدولة مجلس يحضره العلماء كل ليلة فيتكلمون بحضرته ، وكان يحضره أبو إبراهيم ، وابن ماثل القاضي ، وأبو طالب البغدادي ، وغيرهم ، فوقع بين المتنبي وبين أبي عبد الله الحسين بن خالويه كلام ، فوثب ابن خالويه على المتنبي فضرب وجهه بمفتاح كان معه ، ففتخه وخرج دمه يسيل على ثيابه وغضب ، فمضى الى مصر ، فامتدح كافورا الاخشيدي.
أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني وأبي الحسن علي بن المسلم السلمي قالا : أخبرنا أبو نصر بن طلاب قال : أملى علينا أبو عبد الله المحسن بن علي ابن كوجك ، وأخبرنا أن أباه حدثه قال : كنت بحضرة سيف الدولة وأبو الطيب اللغوي والمتنبي وأبو عبد الله بن خالويه ، وقد جرت مسألة في اللغة تكلم فيها ابن خالويه مع أبي الطيب اللغوي ، والمتنبي ساكت ، فقال له الامير سيف الدولة : ألا تتكلم يا أبا الطيب ، فتكلم فيها بما قوى حجة أبي الطيب اللغوي ، وأضعف قول ابن خالويه ، فحرد منه وأخرج من كمه مفتاح حديد لبيته ليلكم به المتنبي ، فقال له المتنبي : اسكت ويحك فانك عجمي ، وأصلك خوزي ، وصنعتك الحياكة فما لك وللعربية؟!.
ودفع الى بعض الشراف من أهل حلب كتابا فيه تاريخ جمعه أبو غالب همام ابن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب المعري قال : في حوادث سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ، وفيها : وصل أبو الطيب المتنبي الشاعر الى سيف الدولة ومدحه بالقصيدة الميمية.
وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه ... (١).
__________________
(١) ديوانه : ٢٤٤.