يعرج عليه ، ولا التفت إليه ، فحقدها الصاحب حتى حمله على اظهار عيوبه في كتاب ألفه ، لم يصنع فيه شيئا ، لأنه أخذ عليه مواضع تحمّل فيها عليه.
أخبرني في بعض أهل الأدب قال : وحدت في كتاب بعض الفضلاء عن أبي القاسم عبد الصمد بن بابك قال : قال أبو الفتح بن جني : كنت أقرأ ديوان أبي الطيب عليه ، فقرأت قوله في كافور :
أغالب فيك الشوق والشوق أغلب |
|
وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب |
حتى بلغت إلى قوله :
ألا ليت شعري هل أقول قصيدة |
|
فلا أشتكي فيها ولا أتعتّب |
وبي ما يذود الشعر عني أقلّه |
|
ولكن قلبي يا ابنة القوم قلّب (١) |
فقلت له : يعز علي كيف يكون هذا الشعر في ممدوح غير سيف الدولة ، فقال : حذرناه وأنذرناه فما نفع ، ألست القائل فيه :
أخا الجود أعط الناس ما أنت مالك |
|
ولا تعطين الناس ما أنا قائل (٢) |
فهو الذي أعطاني لكافور بسوء تدبيره وقلة تمييزه.
وأحضر إليّ عماد الدين أبو القاسم علي بن القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي ، وقد قدم علينا حلب في رحلته إلى خراسان ، جزءا فيه أخبار سيف الدولة بن حمدان
__________________
(١) ديوانه : ٥٠ ـ ٥١.
(٢) ليس في ديوانه المطبوع.