فقلت له : قل ان شاء الله ، فقال : كلمة مقولة لا تدفع مقضيا ولا تستجلب آتيا ، ثم ركب فكان آخر العهد به.
قال : ولما صح عندي خبر قتله ، وجهت من دفنه وابنه وغلامه ، وذهبت دماؤهم هدرا. والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد النبي وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما وكتب محمد بن هاشم الخالدي بالموصل في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، وهو يستغفر الله ويستقيله من كل ذنب وخطيئة عن عمد أو خطأ. (١).
أما قولنا بخروا الطير تخشيني ومن عبيد العصا تخاف علي ، فان أسد يلقبون خروا الطير ، قال امرؤ القيس :
فرت بنو أسد خروا الطير عن أربابها ...
ويلقبون أيضا عبيد العصا ، قال الشاعر ، ونظنه امرؤ القيس أيضا :
قولا لدودان عبيد العصا.
آخر ما كان بخط أبي بكر الخالدي.
......... |
|
ما غركم بالأسد الباسل (٢) |
__________________
(١) الآراء متباينة في عصرنا حول كيفية وأسباب مقتل المتنبي ، وهناك من رأى وجود مؤامرة دبرتها السلطات البويهية ، وأن الامر ارتبط بعقيدة المتنبي ونشاطاته التي قيل انها كانت لصالح الدعوة الاسماعيلية المرتبطة بالخلافة الفاطمية.
(٢) روي أن حجر بن الحارث الكندي كان على بني أسد ، وكانت له عليهم أتاوة في كل سنة ، وقد بعث مرة اليهم جابيه الذي كان يجبيهم ، فمنعوه ذلك ، وضربوا رسله ، فسار حجر اليهم بجيش كثيف فاجتاحهم وأخذ سرواتهم وجعل يقتلهم بالعصا فسموا عبيد العصا ، وبعد فترة عفا عنهم ، ثم انهم وجدوا غفلة منه فقتلوه ، فثار بدمه امرؤ القيس الشاعر وكان أصغر أولاده. انظر شعراء النصرانية قبل الاسلام للويس شيخو ط بيروت ١٩٦٧ : ٨ ، ١٨.