بالمدينة قال : سمعت هرون بن سعيد يقول سمعت الشافعي يقول : شربت اللّبان للحفظ ، فأعقبني صّب الدّم (١).
أحمد بن محمد بن أبي سعدان :
أبو بكر الشافعي الصوفي البغدادي ، من كبار شيوخ الصوفية وعلمائهم ، نزل طرسوس ، وكان صحب الجنيد بن محمد ، وأبا الحسين النوري ، وصحبه أبو القاسم المصري ، وروى عنه شيا من كلامه أبو القاسم جعفر بن أحمد الرازي.
أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي في كتابه إلينا منها قال : أخبرنا أبو الخير جامع بن عبد الرحمن بن إبراهيم السقاء الصوفي قراءة عليه بنيسابور قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد العزيز الصفار الصوفي قراءة عليه قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال : ومنهم ـ يعني من مشايخ الصوفية ـ أبو بكر بن سعدان ، وهو أحمد بن محمد بن أبي سعدان البغدادي من أصحاب الجنيد والنوري ، وهو أعلم مشايخ الوقت بعلوم هذه الطائفة ، وكان عالما بعلوم الشرع متقدما فيه ينتحل مذهب الشافعي ، وكان استاذ أبي القاسم المصري رضي الله عنه ، ويعرف من علوم الصنعة وغير ذلك ، وكان ذا لسان وبيان ، وبلغني أنه كان بطرسوس فطلب من يرسل به إلى الروم فلم يجدوا مثله في فضله وعلمه (٢٣ ـ ظ) وفصاحته وبيانه ولسانه.
قال السلمي : سمعت الشيخ أبا القاسم جعفر بن أحمد الرازي يقول : سمعت أبا الحسن بن حريق ، وأبا القاسم الفرغاني يقولان : لم يبق في هذا الزمان لهذه الطائفة إلّا رجلان : أبو علي الروذباري بمصر ، وأبو بكر بن أبي سعدان بالعراق ، وأبو بكر أفهمها.
وقال : سمعت أبا القاسم الرازي يقول : سمعت أبا بكر يقول : من صحب
__________________
(١) انظر آداب الشافعي ومناقبه للرازي : ٣٢٣.