من الترك لا يصبيه وجد إلى الحمى |
|
ولا ذكر بانات الغوير يشوقه |
ولا حلّ في حي تلوح قبابه |
|
ولا سار في ركب يساق وسيقه |
ولا بات صبّا بالفريق وأهله |
|
ولكن إلى خاقان يعزى فريقه |
له مبسم ينسي المدام بريقه |
|
ويخجل نوّار الأقاحي بريقه |
تداويت من حرّ الغرام ببرده |
|
فأضرم من ذاك الحريق رحيقه |
إذا خفق البرق اليمانيّ موهنا |
|
تذكّرته فاعتاد قلبي خفوقه |
(٢٤ ـ ظ)
حكى وجهه بدر السماء فلو بدا |
|
مع البدر قال الناس هذا شقيقه |
وأشبهت منه الخصر سقما فقد غدا |
|
على عارضيه آسه وشقيقه |
رآني خيالا حين وافى خياله |
|
فأطرق من فرط الحياء طروقه |
وأشبهت منه الخصر سقما فقد غدا |
|
يحملني كالخصر مالا أطيقه |
فما بال قلبي كلّ حبّ يهيجه |
|
وحتام طرفي كل حسن يروقه |
فهذا ليوم البين لم تطف ناره |
|
وهذا فبعد البعد ما خفّ موقه (١) |
ولله قلبي ما أشدّ عفافه |
|
وإن كان طرفي مستمرا فسوقه |
أرى الناس أضحوا جاهليّة ودّه |
|
فما باله عن كل صب يعوقه |
فما فاز إلّا من يبيت صبوحه |
|
شراب ثناياه ومنها غبوقه |
وأنشدنا أبو الطيب بن الحلاوي لنفسه.
ألف الملال ومال عن ميثاقه |
|
رشأ فراق النفس دون فراقه |
عذب اللمى حلو الخلال كأنما |
|
خلقت مراشف فيه من أخلاقه |
جوّال حلى الخصر أخرس صدّه |
|
عن ذكره السلوان نطق نطاقه |
يفتر عن عذب المراشف واضح |
|
مرّ الصبابة دون حلو مذاقه |
يسقي لماه سليم عقرب صدغه |
|
فينوب منه الريق عن درياقه |
__________________
(١) الموق : الحمق في غباوة ، والغبار. القاموس.