قال أبو بكر الخطيب : فقلت للقاضي أبي محمد بن رامين : هذه موعظة الحميدي لك فعظني فقال : اتق الله وثق به ولا تتهمه فإن اختياره لك خير من اختيارك لنفسك ، وأنشدني :
اتّخذ لله صاحبا |
|
وذر الناس جانبا |
جرب الناس كيف |
|
شئت تجدهم عقاربا |
قال أبو الفرج غيث الصوري : قلت للشيخ أبي بكر : هذه موعظة القاضي أبي محمد لك فعظني أنت فقال احذر نفسك التي هي أعدى أعدائك ، إن تتابعها على هواها فذلك أعضل دائك ، واستشعر الخوف من الله بخلافها ، وكرر على قلبك ذكر نعوتها وأوصافها فإنها الأمارة بالسوء والفحشاء ، والموردة من أطاعها موارد العطب والبلاء ، واعتد في جميع أمورك أن تحرّى الصدق ، (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)(١) ، وقد ضمن الله تعالى لمن خالف هواه أن يجعل دار الخلد قراره ومأواه ، وأنشدني لنفسه :
إن كنت تبغي الرشاد محضا |
|
في أمر دنياك والمعاد |
فخالف النفس في هواها |
|
إنّ الهوى جامع الفساد |
(٣٣ ـ ظ)
أحمد بن محمد أبو العباس النامي الدارمي المصيصي :
شاعر مجيد من شعراء سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان المقيمين بحلب في أيامه ، وكان فاضلا أديبا عارفا بالأدب واللغة ، وقفت له على أمالي أملاها بحلب ، روى فيها عن أبي الحسن علي بن سليمان الأخفشي ، وابن درستويه ، وأبي عبد الله الكرماني ، وأبي بكر الصولي ، وإبراهيم بن عبد الرحيم العروضي ، وأبيه محمد المصيصي ، وطحال.
__________________
(١) سورة ص ـ الآية : ٢٦.