ذكر من اسمه أسعد
أسعد بن ابراهيم الاربلي :
المعروف بالمجد بن النشّابي ، شاعر حسن الشعر ، قدم إلينا الى حلب ، واتصل بخدمة الوزير شمس الدين محمد بن عبد الباقي بن أبي يعلى ، في أيام الملك الظاهر غازي ، ومدح بها الملك الظاهر ، ثم خرج من حلب وعاد الى بلده إربل ، وخدم بها مظفر الدين كوكبوري بن علي وكتب له الانشاء ، وكان حسن الكتابة والانشاء ، وكان يطالع ديوان الخلافة بالمتجددات له ، فاطلع عليه كوكبوري فقبضه وسجنه وبقي في السجن الى أن مات كوكبوري واستولى نواب الديوان المستنصيري على إربل ، فكتب المستنصر بالله بإحضاره الى بغداد فحضر وأنعم عليه ، وأجرى له معلوم ، وقلّد أعمالا بنواحي بغداد ، وحضرت دار الوزير أبي طالب بن العلقمي في سنة خمسين وستمائة ، وكنت قد توجهت رسولا عن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد ، في أيام المستعصم بالله ، الى دار الخلافة ، فسمعته ينشد بين يدي الوزير قصيدة في مدح المستعصم في الحادي عشر من ذي الحجة أولها :
هل عند عطفك عطف ممسك رمقي |
|
أم هل ترق لما ألقاه من أرقي |
كأن حسنك دنيانا فنحن به |
|
ما بين وصل سعيد أو صدود شقي |
(٢٧ ـ و)
وعند شعرك تتلى آية الغسق |
|
ومن محياك تبدو سورة الفلق |
كأن أرواح أهل العشق سائرة |
|
الى جمالك بالتقريب والعنق |
تأم كعبة حسن خالها حجر |
|
في الخد أسوده في أبيض يقق (١) |
نادت مكبرة لمّا جليت لها : |
|
سبحان من خلق الانسان من علق |
أرائد أنت يا طرفي لتخبرني |
|
أي الطريق اليه أسهل الطرق |
وأنت يا أضلعي شبي الضرام لكي |
|
يهدى بنارك ضيف الطيف في الغسق |
فما سرقت بنومي قط طيفهم |
|
إلا غدا النوم مقطوعا على السرق |
ويا دموعي اسكبي لا تسكبي حذرا |
|
عليه ان زارني من موجك الغرق |
__________________
(١) أي شديد البياض ـ القاموس.