وخيّاط نظرت إلي |
|
ه مفتونا بنظرته |
أسيل الخدّ أحمره |
|
بقلبي ما بو جنته |
به أمسيت ذا سقم |
|
كأني خيط إبرته |
وأحسد فيه خيطا فا |
|
ز منه بخمر ريقته |
أنشدني أوحد الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزبيري الفقيه الحنفي بدمشق قال : أنشدني القاضي الأسعد بن مماتي لنفسه بحلب وقد سقط بها ثلج عظيم سدّ مسالكها وطرقها ، قالها في الملك الظاهر غازي :
ما بيض الله وجه الأرض في حلب |
|
إلّا لأنّ غياث الدين مالكها (١) |
أنشدني القاضي عماد الدين علي بن عبد الله التلمساني قال : أنشدني أسعد ابن مماتي لنفسه :
مرضت فهلّا كنت أول عائدي |
|
وغبت فهلا كنت أول عائد |
فيا بين قد أغريت بي كل كاشح (٢) |
|
ويا بعد قد أشمت بي كل حاسد |
ولي واحد فرقت بيني وبينه |
|
فهل تجمع الأيام شملي بواحدي (٢٩ ـ ظ) |
كتب إلي ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج المصري يذكر لي أن عماد الدين أبا عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني أخبره في كتاب خريدة القصر في شعراء العصر قال : الأسعد أبو المكارم ، أسعد بن الخطير مهذب بن زكريا بن مماتي ، أحد الكتاب بالديوان الفاضلي ، ذو الفضل الجلي ، والشعر العلي ، والنظم السوي ، والخاطر القوي ، والسحر المانوي ، والرّوي الروي ، والقافية القافية أثر الحسن ، والقريحة المقترحة صور اليمن ، والفكرة المستقيمة على جدد البراعة ، والفطنة المستمدة من مدد الصناعة ، شاب للأدب رابّ ، وعن الفضل ذابّ ، وهو ممن شملته العناية الفاضلية ، حسنت منه البديهة والروّية ، اجتمعت به في القاهرة ، وسايرني في العسكر الناصري وأنشدني من نظمه المعنوي ما ثنيت به خنصر الاستحسان ، وآذنت لجواده في الإجراء في هذا
__________________
(١) كتب ابن العديم فوقها : مسالكها.
(٢) كشح له بالعداوة : عاداه. القاموس.