علق الفؤاد دموعه علق |
|
أبدا على خديه تستبقق |
قلق الضمير تكاد أضلعه |
|
من لوعة التفريق تفترق |
واهي القوى أوهى تجلده |
|
قمر لسيف اللحظ ممتشق |
(٤١ ـ ظ)
حلو تناسب في ملاحته |
|
فالناس في أوصافه نسق |
عاتبته يوما وقلت له : |
|
عطفا فكلل وجهه العرق |
فحسبته شمسا وقد طلعت |
|
فيها النجوم أظلها الغسق |
عجبا لنار فوق وجنته |
|
أبدا بماء الخد تأتلق |
والنار ضدّ الماء كيف ترى |
|
جمعا وهذا كيف يتفق |
عابوه لما لاح عارضه |
|
حسدا وقالوا فيه لا رزقوا |
غفلوا عن المعنى أما علموا |
|
أن الغصون يزينها الورق |
لله ليلة بات معتنقي |
|
ويدى بفضل الصدغ تعتلق |
أخشى من الأنفاس تحرقه |
|
فأكف أنفاسي فأحترق |
ومتى هممت بلثم وجنته |
|
سلت علي سيوفا الحدق |
وحدثني أسعد بن يحيى قال : كان صاحب آمد يهوى قينة فقال لها يوما وهو سكران : قد سلوتك ، فعلقت يدها في طوقه وقالت متمثلة :
لتقرعن علي السن من ندم |
|
إذا تذكرت يوما بعض أخلاقي |
فوقع في قلبه من ذلك شيء عظيم فدخلت عليه ، فأخبرني بالقصة ، فقلت ارتجالا ـ وضمّن البيت المتمثل به :
أدر كؤوسك عني أيها الساقي |
|
وارفق علي فهذا وقت إرفاق |
أما ترى سورة الصهباء قد سلبت |
|
عقلي وقد أسكرتني خمر أشواقي |
(٤٢ ـ و)
نار الغرام وماء الدمع قد جمعا |
|
فاعجب له بين إحراق وإغراق |
لم يبق مني هوى ليلى سوى رمق |
|
وفي الزجاجة باق يطلب الباقي |
قالت وقد قلت في سكر أمازحها : |
|
سلوت عنك فمدّينى بأطواقي |