لتقر عن عليّ السن من ندم |
|
إذا تذكرت يوما بعض أخلاقي |
وعدت معتذرا مما جنيت وقد |
|
قامت وقد قامت الدنيا على ساق |
هكذا أنشدنيه : «لم يبق مني هوى ليلى» وكنى بليلى عن أبشي وهو اسم القينة.
وأنشدني البهاء السنجاري لنفسه من قصيدة :
أقام وما دون العذيب مقام |
|
وليم فما أجدى عليه ملام |
وظن النوى يشفي الفؤاد من الجوى |
|
وهيهات أن يشفي السقام سقام |
أيا عذبات البان من أيمن الحمى |
|
سلام وهل يغني السليم سلام |
أحن إلى ذاك الأثيل تشوقا |
|
ودون التداني برزخ وإكام |
وأقلق إن ناح الحمام كأنما |
|
بقلبي من نوح الحمام حمام |
ومنها :
إذا لم أفز منكم بوعد ولم يكن |
|
لطيفكم وهنا عليّ لمام |
فلاهب خفاق النسيم غدية |
|
ولا ضربت بالأبرقين خيام (١) |
وحدثني قال : كتب إليّ ابن التابلان ـ وكان بعض الكتاب بحلب حرسها الله ـ كتبا لم أجبه عنها ، فكتب يعاتبني ، فكتبت إليه : (٤٢ ـ ظ).
وردت مبرزة على أقرانها |
|
يدعو لسان الشكر عذب لسانها |
فوددت أن الطرس (٢) أبيض مقلتي |
|
والنفس حين تخط من انسانها |
ونشرت نشر الروض حين نشرتها |
|
وأجلت طرف الطرف في ميدانها |
ودخلت جنة عبقر من حسنها |
|
يا حبذا ما كان من رضوانها |
ورأيت أبكار المعاني حورها |
|
وفصاحة البلغاء من ولدانها |
وخمائلا بالدرّ أثمر عودها |
|
يبدو عليها داك من أفنائها |
وبعدت عن لثمي أكف مجيدها |
|
فمحوت بالتقبيل وشي بنانها |
__________________
(١) اذا جاؤوا بالابرفين في شعرهم فأكثر ما يريدون به أبرقي حجر اليمامة.
معجم البلدان.
(٢) الطرس : الصحيفة ، أو التي محيت ثم كتبت. القاموس.