ما في بطنه ، فدفن في هذه القرية ، ونقلت جثته في تابوت إلى أمه الى الإسكندرية ، وسنذكرها هنا شيئا من أمره ، ثم نذكر في حرف الذال ، في ذي القرنين نبذة من حديثه ، لأن الله تعالى سماه في كتابه (٤٧ ـ و) العزيز ذا القرنين ، في قوله تعالى : «ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا. إنّا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا. فأتبع سببا (١)» الى آخر الآيات التي ضمنها الله تعالى ذكره ، ونذكر هذه القصة في موضعها إن شاء الله تعالى.
أخبرنا أبو الفضل مرّجا بن أبي الحسن بن هبة الله بن غزال الواسطي التاجر قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الكتاني قراءة عليه قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله العجمي قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد ابن مخلد البزاز قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الصلحي قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان الحافظ قال : حدثنا أبو الحسن أسلم بن سهل ابن أسلم الرزاز قال : حدثنا محمد بن وزير قال : حدثنا محمد بن صالح البطيحي الواسطي قال : حدثنا العباس بن الفضل عن القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن علي قال : كان لذي القرنين صديق من الملائكة يقال له زرفيائيل وكان لا يزال يتعهده بالسلام ، فقال له ذو القرنين : هل تعلم شيئا يزيد في طول العمر فأزداد شكرا وعبادة؟ فقال : ما لي بذلك من علم ، ولكن أسأل عن ذلك في السماء ، فعرج الى السماء فلبث ما شاء الله أن يلبث ثم هبط فقال : إني سألت عما سألتني فأخبرت أن لله عينا ظلمة هي أشد بياضا من اللبن وأحلى من الشهد ، من شرب منها شربة لم يمت حتى يكون هو الذي يسأل الله (٤٧ ـ ظ) تعالى الموت (٢). (٤٨ ـ و).
أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن التاجر قال : أخبرنا أبو طالب الكتاني قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله قال : أخبرنا أبو الحسن بن مخلد قال : أخبرنا أبو الحسن الصلحي قال : أخبرنا أبو بكر الحافظ قال : حدثنا يوسف ابن يعقوب قال : حدثنا سعيد بن منصور قال : حدثنا هشيم عن الفضل بن عطية
__________________
(١) سورة الكهف ـ الآيات : ٨٣ ـ ٨٥.
(٢) هذه مستوحاة مما جاء في ملحمة جلجامش ومن غيرها من عقائد الشرق القديم والبحث عن الخلود.