بذلك فأمر باطلاق من في الديماس فما منهم أحد حل قيده إلا في منزله مخافة أن يبدو له.
أخبرنا عتيق بن أبي الفضل قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم ، ح.
وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي عن أبي المعالي بن صابر قالا : أخبرنا علي بن ابراهيم قال : أخبرنا رشاء بن نظيف قال : أخبرنا أبو محمد المصري قال : حدثنا أحمد بن مروان الدينوري قال : حدثنا محمد بن علي قال : حدثنا الهيثم ابن جميل عن يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة قال : كان حطيط (١) صواما قواما يختم في كل يوم وليلة ختمة ، ويخرج من البصرة ماشيا حافيا الى مكة في كل سنة ، فوجه الحجاج في طلبه فأخذ ، فأتي به الحجاج فقال له : إيها ، قال : قل فإني قد عاهدت الله لئن سئلت لاصدقن ، ولئن ابتليت لأصبرن ، ولئن عوفيت لأشكرن ، ولأحمدن الله على ذلك ، قال : ما تقول في؟ قال : أنت عدو الله تقتل على الظنة ، قال : فما قولك في أمير المؤمنين؟ قال : أنت شررة من شرره ، وهو أعظم جرما ، قال : خذوا ففظعوا عليه العذاب ، ففعلوا فلم يقل حسا ولا بسا ، فأتوه فأخبروه فأمر بالقصب فشقق ، ثم شد عليه وصب (٩ ـ و) عليه الخل والملح وجعل يستل قصبة قصبة ، فلم يقل حسا ولابسا ، فأتوه فأخبروه ، فقال : أخرجوه الى السوق فاضربوا عنقه ، قال جعفر : فأنا رأيته حين أخرج ، فأتاه صاحب له فقال : لك حاجة؟ قال شربة من ماء ، فأتاه بماء فشرب ثم ضربت عنقه ، وكان ابن ثماني عشرة سنة.
انبأنا الكندي ، أنبأنا أبو عبد الله بن البناء عن أبي الحسين بن الآبنوسي قال : أخبرنا أحمد بن عبيد عن محمد بن مخلد قال : أخبرنا علي بن محمد بن خزفة ، قالا : أخبرنا محمد بن الحسين قال : أخبرنا ابن أبي خيثمة قال : حدثنا عبد الوهاب ابن نجدة قال : حدثنا عتاب بن بشير عن سالم الافطس قال : أتي الحجاج بسعيد بن جبير (٢) وقد وضع رجله في الركاب ، فقال : لا أستوي على دابتي حتى تبوأ مقعدك
__________________
(١) لم أقف على ذكره ـ لاعرفه ـ في مصدر آخر.
(٢) كان من أعظم شخصيات الاسلام في وقته شهر بتقواه واستقامته ، وكان مقتله بداية النهاية بالنسبة لحياة الحجاج ، وذلك سنة خمس وتسعين. انظر تاريخ خليفة : ١ / ٤١٠.