لو علمت أن ذاك اليك أحسنت عبادتك ، واتقيت عذابك ، ولم أبغ خلافك ومناقضتك قال : اني قاتلك؟ قال : اذا أخاصمك لان الحكم يومئذ الى غيرك ، قال : نقمعك عن الكلام السيئ ، يا حرسي اضرب عنقه وأومأ الى السياف ألّا تقتله ، فجعل يأتيه من بين يديه ومن خلفه ، ويروعه بالسيف ، فلما طال ذلك عليه رشح جبينه قال : (١٠ ـ ظ) جزعت من الموت يا عدو الله. قال : لا يا فاسق ولكن أبطأت علي بما لي فيه راحة. قال : يا حرسي أعظم جرحه. فلما أحس بالسيف قال : لا اله الا الله ، والله لقد أتمها ورأسه في الأرض. (١).
أخبرنا أبو بكر السلماني قال : أخبرنا علي بن أبي محمد ، ح.
وحدثنا محمد بن أحمد القرطبي قال : أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن قالا : أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال أخبرنا رشاء بن نظيف قال : أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال : حدثنا أحمد بن مروان. قال : وحدثنا محمد بن موسى قال : حدثنا محمد بن الحارث عن المدائني قال : أتي الحجاج برجل من الخوارج وهو في خضراء واسط فلما مثل بين يديه ونظر الى بنيانه قال : «أتبنون بكل ريع آية تعبثون. وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون. واذا بطشتم بطشتم جبارين» (٢).
قال بعض جلسائه : اقتلوه قتله الله ، فقال الخارجي : جلساء أخيك كانوا خيرا من جلسائك! قال الحجاج : أي أخوتي تعني؟ قال فرعون موسى حين قالوا لموسى : «أرجئة وأخاه» وقالوا هؤلاء لك : اقتله ، قال : فأمر بقتله فقتل.
أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال : أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي قال : أخبرنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب قالا : أخبرنا أبو طاهر المخلص قال : حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري ، قال : حدثنا زكريا بن يحيى المنقري : قال : أخبرني الأصمعي قال : حدثنا علي بن سلم الباهلي قال : أتي الحجاج بن يوسف بامرأة من الخوارج فجعل يكلمها ولا تكلمه معرضة عنه ، فقال بعض الشرط : الامير يكلمك وأنت معرضة؟ فقالت إني لاستحي (١١ ـ و) أن أنظر الى من لا ينظر الله اليه ، فأمر بها فقتلت.
__________________
(١) الجليس الصالح : ١ / ٤٣٤ ـ ٤٣٦.
(٢) سورة الشعراء ـ الآيات : ١٢٨ ـ ١٣٠.