يحيى قال : مر الحجاج في يوم جمعة فسمع استغاثة ، فقال : ما هذا؟ فقيل له : أهل السجون يقولون : قتلنا الحر ، قال : قولوا لهم : «اخسئوا فيها ولا تكلمون» (١) قال : فما عاش بعد ذلك الا أقل من جمعة حتى مات.
أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله المكي عن مسعود بن محمد الثقفي عن أبي بكر الخطيب قال : أخبرنا أبو بكر البرقاني قال : أخبرنا ابن خميرويه قال : أخبرنا الحسين بن ادريس قال : حدثنا ابن عمار قال : حدثنا زيد بن أبي الزرقاء عن عمار ابن زاذان قال : حدثني أبو الصهباء قال : بينما أنا عند سعيد بن جبير ، قال له رجل : ما تقول فيما يقوله الحسن؟ قال : وما يقول؟ قال : ان الحجاج كان أخذ الرجل قال : أكفرت حيث خرجت علي؟ قال : فان قال نعم ، خلا سبيله ، وان قال : لا ، ضرب عنقه ، قال : رحم الله الحسن لا تقيه في الاسلام ، ثم انه أبتلي وأخذ من العام المقبل في ذلك الشهر في ذلك اليوم ، فركبت في سبعة أو تسعة حتى قدمنا واسطا ، فأتي بسعيد بن جبير ، فخرج الحجاج فقال : يا بن جبير (١٦ ـ ظ) أكفرت حين خرجت علي؟ قال : ما كفرت منذ أسلمت ، قال : فاختر بأي قتلة تشتهي أن أقتلك ، قال : اختر أنت لنفسك فان القصاص أمامك ، قال : فقتله فما قتل أحدا بعده.
أخبرنا أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح بدمشق قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد البزاز ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن بهزاد بن مهران قراءة عليه يوم الاثنين سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة قال : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال : حدثنا عبد الله بن الضحاك الهرادي قال : حدثنا الهيثم بن عدي قال : أتي الحجاج بن يوسف برجل من الخوارج ، فأدخل عليه والحجاج يتغذى ، فجعل الخارجي ينظر الى حيطانه وما قد تجسد (٢) فجعل يقول : اللهم اهدم ، اللهم اهدم ، اللهم اهدم ، فقال له الحجاج ، هيه كأنك لا تدري ما يراد بك؟ فقال الخارجي : هيه نزع الله ما ضغيك ، وما عليك لو دعوتني الى طعامك؟ أما ان فيك ثلاث خلال مما نعت الله به عادا ، فقال : «أتبنون
__________________
(١) سورة المؤمنون ـ الآية : ١٠٨.
(٢) لعله هذا يفيد أن القصر كان فيه بعض المجسمات والتماثيل.