بكل ربع آية تعبثون. وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون. واذا بطشتم بطشتم جبارين» (١)! فامتلا الحجاج غيظا عليه فأمره بقتله ، فأخرجوه الحرس (٢) الى الرحبة ليقتلوه ، فقال لهم : دعوني أتمثل بثلاثة أبيات فقالوا : تمثل بما شئت ، فأنشأ يقول :
ما رغبة النفس في الحياة وان |
|
عاشت طويلا فالموت لاحقها |
(١٧ ـ و)
أو أيقنت أنها لا تعود كما |
|
كان براها بالامس خالقها |
ألّا تمت غبطة تمت هرما |
|
للموت كأس (٣) والمرء ذائقها |
ثم مد عنقه فضربت فانصرف قاتلوه الى الحجاج فأخبروه بقوله ، فقال : لله دره ما كان أصرمه في حياته وعند وفاته.
أخبرنا عتيق السلماني ومحمد بن أحمد بن علي ، قراءة من لفظه ـ قال عتيق : أخبرنا علي بن الحسن ، وقال محمد : أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن ـ قالا : أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال : أخبرنا رشاء بن نظيف قال : أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال : أخبرنا أحمد بن مروان قال : وأنشد ابن قتيبة لرجل في الحجاج بن يوسف :
كأن فؤادي بين أظفار طائر |
|
من الخوف في جو السماء محلق |
حذار أمرى قد كنت أعلم أنه متى |
|
ما يعد من نفسه الشر يصدق |
وقد حدثنا أحمد بن مروان قال : حدثنا ابراهيم بن حبيب قال : حدثنا محمد بن سلام عن القحذمي عن عمه عن سلم بن قتيبة قال : عددت أربعة وثمانين لقمة من خبز الماء ، في كل لقمة رغيف وملء كفه سمك طري ، يعني على الحجاج.
أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال : أخبرنا يحيى بن أسعد بن بوش قال : أخبرنا أبو العز بن كادش قال : أخبرنا أبو علي الجازري قال : أخبرنا المعافى بن
__________________
(١) سورة الشعراء ـ الآيات : ١٢٨ ـ ١٣٠.
(٢) كذا بالاصل والاقوم «فأمر بقتله ، فأخرجه الحرس».
(٣) بعد ما وضع ابن العديم شارة رواية أخرى كتب «كأسا».