كتاب المزني (١) عن الطحاوي عن المزني ، وأما الأحاديث المنثورة التي كنت أبكر بكور الغراب لاستماعها ، وأطرح زينة الدنيا في مزاحمة أشياعها فأكثر من أن تحصى ، فكيف يظن بمثلي ممن ظهر تماسكه إن كان لم يظهر باطنه تعلق بالهباء المنثور ، وتمسك بالضلال والزور.
وذكر باقي الرسالة. أنا اختصرتها.
قرأت بخط أبي المكارم علي بن محمد بن محمد بن المطلب وزير تقي الدين عمر بن شاهنشاه ، وذكر أنه نقل عن ظهر النسخة التي اختصر فيها الوزير أبو القاسم ابن المغربي كتاب اصلاح المنطق بخط أبيه أبي الحسن علي بن الحسين بن المغربي : ولد سلمه الله ، وبلغه مبلغ الصالحين ، أول وقت طلوع الفجر من ليلة صباحها يوم الأحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة ، واستظهر القرآن وعدة من الكتب المجردة في اللغة والنحو ونحو خمسة عشر ألف بيت من مختار الشعر القديم ، ونظم الشعر وتصرف في النثر ، وبلغ من الخط ما يقصر عنه نظراؤه ، ومن حساب المولد والجبر والمقابلة وجميع الأدوات الى ما يستقل بدونه (١٧ ـ ظ) الكاتب ، وذلك كله قبل استكماله أربع عشرة سنة ، واختصر هذا الكتاب ، فتناهي باختصاره ، وأوفى على جميع فوائده حتى لم يفته شيء من ألفاظه ، وغيّر من أبوابه ما أوجب التدبير تغييره للحاجة الى الاختصار ، وجمع كل نوع إلى ما يليق به ، ثم ذكرت له نظمه بعد اختصاره ، فابتدأ به وعمل منه عدة أوراق في ليلة ، وكان جميع ذلك قبل استكماله سبع عشر سنة ، وأرغب الى الله في بقائه وسلامته.
وذكر الصابئ في تاريخه قال : في شهر رمضان من سنة أربع عشرة وأربعمائة قبض على أبي علي الرخجي وتولى وزاره مشرف الدولة أبي علي أبو القاسم الحسين
__________________
(١) هو اسماعيل بن يحيى ، صاحب الامام الشافعي (١٧٥ ـ ٢٦٤ ه / ٧٩١ ـ ٨٧٨ م) كان زاهدا عالما من كتبه : «الجامع الكبير» و «الجامع الصغير» و «الترغيب بالعلم». الاعلام للزركلي.