ابن علي بن الحسين المغربي ، وكان سيء التدبير لنفسه مهوّرا قليل النظر في العواقب ، مع ما كان فيه من الفضائل الأدبية (١).
قرأت بخط عبد القوي بن الجليس عبد العزيز بن الحباب في ذكر الوزير أبي القاسم قال : وذكر أن مولده كان بمصر في ليلة الأحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة.
قلت : وهذا وهم ، ولم يولد بمصر ، وإنما ولد بحلب في التاريخ المذكور ، لأن أباه في هذا التاريخ كان بحلب في خدمة أبي المعالي شريف بن سيف الدولة.
قرأت في الرسالة التي كتبها أبو الحسن علي بن منصور بن طالب الحلبي ، المعروف بدوخلة ، إلى أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان ، وأجابه عنها أبو العلاء بن سليمان برسالة الغفران ، وقد ذكر كلاما قال بعده : ثم سافرت منها ـ يعني من بغداد ـ الى مصر ، ولقيت أبا الحسن المغربي ، فألزمني أن لزمته لزوم الظل ، وكنت منه مكان المثل في كثرة الانصاف والحنو والاتحاف ، فقال لي سرا : أنا أخاف همة أبي القاسم تنزو به الى أن يوردنا وردا لا صدر عنه ، فإن كانت الأنفاس مما تحفظ وتكتب فاكتبها واحفظها وطالعني بها ، فقال لي يوما : ما نرضى بالخمول الذي نحن فيه ، فقلت له : وأي خمول هنا (١٨ ـ و) تأخذون من مولانا خلد الله ملكه في كل سنة ستة آلاف دينار ، وأبوك من شيوخ الدولة ، وهو معظّم مكرّم ، فقال : أريد أن تصار الى ديواننا الكتائب والمواكب والمقانب ، ولا أرضى بأن يجري علينا كالولدان والنسوان ، فأعدت ذلك على أبيه فقال : ما أخوفني أن يخضب أبو القاسم هذه من هذه ، وقبض على لحيته وهامته ، وعلم أبو القاسم ، فصارت بيني وبينه وقفة.
وذكر دوخلة أيضا في هذه الرسالة أنه دخل أنطاكية ، وخرج منها الى ملطية وبها المايسطرية (٢) خولة بنت سعد الدولة ، قال : فأقمت عندها الى أن ورد عليّ كتاب
__________________
(١) هذا الخبر ليس في تحفة الامراء للصابىء ، والذي وصلنا من كتاب التاريخ قطعة صغيرة فيها حتى سنة / ٢٩٣ ه /.
(٢) من الالقاب البيزنطية الرفيعة ـ منها استعيرت في أيامنا رتبة ما جستير ـ وقد حمل هذا اللقب بعد سيف الدولة عدد من أفراد الاسرة الحمدانية.