مالك بن عمرو بن الجموح وهو ممن شهد بدرا من الأنصار ، وشهد مع علي الجمل وصفين ونهروان ، ومات بأرض الروم زمن معاوية سنة اثنتين وخمسين ، ودفن في أصل سور قسطنطينية ، وغزا في تلك الغزوة مع يزيد بن معاوية ، فلما دفن قالت الروم : لقد مات فيكم عظيم ، قال يزيد اكبتوهم وقولوا : هذا رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أقدمهم إسلاما وقد قبرناه حيث رأيتم والله لئن مسّ لا يضرب ناقوس بأرض الروم ما كانت لنا مملكة ، فكانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فمطروا ، وبنى الروم على قبره بناء ، وعلقوا عليه أربع قناديل (١٣ ـ و) تسرج.
وقال : سمعت أحمد بن سعيد المعداني يقول : سمعت عبد الله بن محمد البزناني يقول : سمعت أحمد بن سيار يقول : سمعت عبيد الله بن يحيى بن بكير يقول : أم أبي أيوب الأنصاري هند بنت سعد بن قيس بن الخزرج. (١٣ ـ ظ)
أخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل ، وأبو الحسن محمد بن أبي جعفر. قال أبو بكر : أخبرنا أبو القاسم الحافظ. وقال أبو الحسن : أنبأنا أبو المعالي بن صابر. قالا : أخبرنا أبو القاسم النسيب قال : أخبرنا رشاء بن نظيف ، ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن بنين قال : أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله ابن حمد قالا : أخبرنا أبو الحسن الفراء. قال ابن حمد ـ إجازة ـ قال : أخبرنا عبد العزيز بن الحسن. قالا : حدثنا الحسن بن اسماعيل قال : حدثنا أحمد بن مروان قال : حدثنا أحمد بن علي المقرئ قال : حدثنا الأصمعي عن أبيه عن جده عن أبي أيوب الأنصاري ـ وهو خالد بن زيد ، غزا بلاد الروم فمات بالقسطنطينية ، فقبر مع سور المدينة ، وبني عليه ، فلما أصبحوا أشرف عليهم الروم فقالوا : يا معشر العرب قد كان لكم الليلة شأن؟ فقالوا : مات رجل من أكابر أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم ، وو الله لئن نبش لا ضرب بنا قوس في بلاد العرب ، قال : فكان الروم إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فأمطروا (١).
أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج في كتابه قال : أخبرنا الحافظ أبو محمد
__________________
(١) انظر تاريخ دمشق لابن عساكر : ٥ / ٢١٧ ـ و.