عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال : أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز ابن الدباغ قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عبد العزيز قال : أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال : أبو أيوب الأنصاري اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عوف بن غنم ابن مالك بن النجار ، شهد بدرا وأحدا (١٤ ـ ظ) والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتوفي بالقسطنطينية من أرض الروم سنة خمسين ، وقيل سنة احدى وخمسين في خلافة معاوية تحت راية يزيد وقيل إن يزيد أمر بالخيل فجعلت تقبل وتدبر على قبره حتى خفي أثر قبره ، روي هذا عن مجاهد ، وقد قيل إن الروم قالت للمسلمين صبيحة دفنهم لأبي أيوب : لقد كان لكم الليلة شأن؟ فقالوا : هذا رجل من أكابر أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم وأقدمهم إسلاما ، وقد دفناه بمكان رأيتم ، والله لئن نبش لا ضرب لكم بنا قوس في أرض العرب ما كانت لنا مملكة.
وروي هذا المعنى أيضا عن مجاهد ، قال مجاهد : فكانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فمطروا ، وقال ابن القاسم عن مالك بلغني عن قبر أبي أيوب أن الروم يستصحون به ويستسقون.
وروى أيوب عن محمد بن سيرين قال : أنبئت أن أبا أيوب شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا ثم لم يتخلف عن غزوه في كل عام الى أن مات بأرض الروم ، فلما ولىّ معاوية يزيد على الجيش الى القسطنطينية ، جعل أبو أيوب يقول : وما علي أن أمّر علينا عاب ، فمرض في غزوته تلك ، فدخل عليه يزيد يعوده وقال له : أوصني ، فقال : إذا مت فكفنوني ثم مر الناس فليركبوا ثم يسيرون في أرض العدو حتى إذا لم يجدوا مساغا فادفنوني ، قال : ففعلوا ذلك.
قال : وكان أبو أيوب يقول : قال الله عز وجل : «انفروا خفافا وثقالا» (١) ولا أجدني إلا خفيفا أو ثقيلا (٢) (١٥ ـ و).
أنبأنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : أخبرنا أبو حازم العدوي قال : أخبرنا القاسم بن غانم المهلبي
__________________
(١) سورة التوبة ـ الآية : ٤١.
(٢) الاستيعاب على هامش الاصابة : ٤ / ٥ ـ ٦.