الحافر من يد أو رجل ، وهي قراءة عبد الله صوافن ، فإذا وجبت يريد معقولة على ثلاث ، وقد رأيت العرب تجعل الصافن القائم على ثلاث أو غير ثلاث ، وأشعارهم تدل على أن القائم خاصة والله أعلم بصوابه.
وقد روي عن ابن عمر انه قال لرجل يريد نحر ناقته : انحرها معقوله اليسرى واليمنى قائمه على ثلاث سنه محمد صلى الله عليه وسلم ، أو نحو هذا القول.
وقد قرئ : «فاذكروا اسم الله عليها صوافن» (١) على ما تقدم من الحكاية عن ابن مسعود ، وصوافن بمعنى خالصة لله عز وجل من الصفا والخلوص ، فأما قراءة الجمهور الاعم والسواد الاعظم فإنه صواف ، على جمع الصافة وهي المصطفة ، ورسم مصاحف المسلمين شاهد لهذه القراءة بالصحة مع استفاضة النقل لها في الامة ، وقد قال عمرو بن كلثوم في معنى هذه اللفظة :
تركنا الخيل عاكفة عليه |
|
مقلدة أعنتها صفونا (٢) |
وأما قولها : ولا ماهنا ، فإنها تعني ولا خادما ، ومن الماهن قول الشاعر :
وهربن مني ان رأين مويهنا |
|
تبدو عليه شتامة المملوك |
المويهن تصغير ماهن ، والخويدم تصغير خادم ، والشتامة القبح ، والكلوح ، يقال وجه شتيم ، أي باسر قبيح ، ومن هذا الشتم والشتيمة في القول ، معناه قبحه وقذعه والمشاتمة المسابة ، وهما من هجر القول وفحشه ، وقال بعض اللغويين : عضنا الدهر إنما يقال فيه عظنا بالظاء والمعروف (٤٣ ـ و) فيه الضاد.
أخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل السلماني قال : أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد ، ح.
وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد قال : أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن قالا : أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله قال : أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال : أخبرنا أحمد بن مروان قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن مولى بني هاشم قال : حدثنا عبد الرحمن بن أخي الاصمعي
__________________
(١) انظر سورة الحج ـ الآية : ٣٦.
(٢) شرح المعلقات السبع للزوزني ـ ط. دمشق ١٩٨٢ : ١٧٣.