أفلست يا سيدي من الورق |
|
فابعث بدرج كعرضك اليقق (١) |
وإن أتى بالمداد مقترنا |
|
فمرحبا بالخدود والحدق |
قال لي زهير : ومن طرفه أنه في البيت الأول فتح الراء من الورق (٢) وكسرها ، وكتب عليها معا ، قال : فسيرت إليه درجا ويسير مداد كان عندي (١٥ ـ و) وكتبت اليه :
مولاي سيرت ما أمرت به |
|
وهو يسير المداد والورق |
وعز عندي تسيير ذاك وقد |
|
شبهته بالخدود والحدق |
وأنشدني أبو الفضل زهير لنفسه :
ليت شعري ليت شعري |
|
أي أرض هي قبري |
ومتى يوم وفاتي |
|
ليتني لو كنت أدري |
ضاع عمري في اغتراب |
|
ورحيل مستمر |
ليس لي في كل أرض |
|
جئتها من مستقر |
بعد هذا ليتني أع |
|
رف ما آخر أمري |
ومتى أخلص مما |
|
أنا فيه ليت شعري |
فلقد آن بأن أصحو |
|
فما لي طال سكري |
أترى تستدرك الفائت |
|
في تضييع عمري |
أخبرني الحافظ رشيد الدين يحيى بن علي العطار قال : توفي زهير بن محمد في اليوم الرابع أو الخامس من ذي القعدة من سنة ست وخمسين وستمائة بالقاهرة.
وأخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سراقة بالكبش بين مصر والقاهرة قال : توفي بهاء الدين زهير بن محمد بن علي الكاتب بعد صلاة المغرب من ليلة الاثنين ودفن صبيحتها يوم الاثنين السادس (١٥ ـ ظ) من شهر ذي قعدة سنة ست وخمسين ، ودفن بمقربة من تربة الامام الشافعي رحمه الله ، ومولده بالحجاز سنة احدى
__________________
(١) اليقق : شديد البياض. القاموس.
(٢) أي من الفضة والورق.