قالوا الأشاقر تهجوهم فقلت لهم |
|
ما كنت أحسبهم كانوا ولا خلقوا |
قوم من الحسب الزاكي بمنزلة |
|
كالوّد (١) بالقاع لا أصل ولا ورق |
لا يكثرون وان طال الزمان بهم |
|
ولو يبول عليهم ثعلب غرقوا (٢) |
قال الحافظ أبو القاسم : قرأت بخط أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال : حدثني أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن القاسم بن خلّاد اليمامي قال : حدثنا جناب بن الخشخاش عن أبيه قال سمعت زياد الأعجم يقول :
ألم تر أنني وترت كوسى |
|
لأنقع من كلاب بني تميم (٣) |
يريد القاف في قوسي وأنقع (٤).
قال محمد : حدثنا القحذمي عن بعض أشياخه قال : قال جرير لزياد الأعجم : يا أبا أمامة إنه عسى أن تبلّغ عني ، فلا تعجل حتى تبيّن قال : ما شئت إذا كلت كلنا.
قال : وحكى المدائني أن زيادا دعا غلاما له أرسله في حاجة ، فأبطأ عليه ، فلما جاء قال له : ما لدن دعاك الى أن (٣٩ ـ ظ) قلت : لبيّ ما كنت تسنا ، يريد من لدن دعوتك إلى أن قلت : لبيك ، ما كنت تصنع.
أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل عن زاهر بن طاهر عن أبي القاسم البندار قال : أخبرنا أبو أحمد القارئ ـ اذنا ـ قال : أخبرنا أبو بكر الصولي ـ اجازة ـ قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحزنبل عن ابن الاعرابي قال : قال زياد الأعجم : حضرت جنازة هشام فسمعت أبا عبد الأعلى ينشد :
__________________
(١) الودّ : الوتد.
(٢) ديوان زياد الاعجم : ١٤٧ مع فوارق. تاريخ دمشق لابن عساكر : ٦ / ٢٣٩ ـ ظ.
(٣) ديوانه : ١٧٤ مع فوارق. تاريخ دمشق لابن عساكر : ٦ / ٢٣٩ ـ و.
(٤) قال هذا ابن العديم وهو لا يشعر أنه كتب لا نقع ولم يكتب «لا نكع» بسبب عجمه الشاعر.