وما سالم عما قليل بسالم |
|
وإن كثرت أحراسه ومواكبه |
وإن كان ذا باب شديد وحاجب |
|
فعما قليل يهجر الباب حاجبه |
ويصبح بعد الحجب للناس مفردا |
|
رهينة بيت لم تسترّ جوانبه |
فنفسك أكسبها السعادة جاهدا |
|
فكل امرئ رهن بما هو كاسبه (١) |
قلت : وهذه الأبيات تمثّل بها ابن عبد الأعلى عند موت هشام ، قد رويت عن زياد الأعجم عنه كما ترى ، ورويت عن زيد العمي عنه ، ورويت عن أبي زيد الأعمى عنه ، وسيأتي ذكر ذلك في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.
أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل بن البانياسي قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال : زياد بن سليم ، ويقال ابن سليمان ، ويقال ابن سلمى ، أبو أمامة العبدي المعروف بزياد الأعجم مولى عبد القيس ، ولقب بالأعجم لعجمة كانت في لسانه ، أدرك أبا موسى الأشعري وعثمان بن أبي العاص ، وشهد معهما فتح اصطخر ، وحكى عنهما ، حكى عنه هشام ومجبر ابنا قحذم بن سليمان بن ذكوان البصريان ووفد (٤٠ ـ و) على هشام بن عبد الملك ، وشهد وفاته بالرصافة (٢).
قرأت بخط علي بن موسى بن اسحاق الرزاز في نوادر أبي بكر الصولي ، سماع الرزاز منه ، وأنبأنا به أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي وغيره عن زاهر بن طاهر عن أبي القاسم البندار عن أبي أحمد القاري قال : أخبرنا أبو بكر الصولي ـ إجازة ـ قال : وجدت بخط مصعب الزبيري قالت : ابنة زياد الأعجم ترثيه ويقال قديم :
قد كنت لي جبلا ألوذ بظله |
|
فتركتني أمشي بأدرد ضاحي (٣) |
قد كنت ذات حميّة أمشي بها |
|
ما دمت لي حيا وكنت جناحي |
فاليوم أخضع للذليل وأتقي |
|
منه وأدفع ظالمي بالراح |
وإذا دعت قمرية شجنا لها |
|
صبحا على فنن دعوت مناحي |
وأغض من بصري وأعلم أنه |
|
قد بان حدّ فوارسي وسلاحي |
(٤٠ ـ ظ)
__________________
(١) لم ترد هذه الابيات في ديوان زياد الاعجم المطبوع.
(٢) تاريخ دمشق لابن عساكر : ٦ / ٢٣٨ ـ و.
(٣) ناقة مسنة. القاموس.