تامّا لا سيما في الأدب والتاريخ القديم والحديث ، فقد عد من مراجعه ، والمعتمد عليه فيه.
وكان مع هذا كريم النفس ، جم التواضع ، حسن العشرة ، لطيف الروح ، أنيس الجليس ولهذه الأخلاق العالية ، ولما يحفظه ويحسن إيراده من النوادر الأدبية والتحف التاريخية صارت له محبة في القلوب وحسن ذكر على الألسن ، وثقة في النفوس حتى إن جلالة الملك عبد العزيز رحمهالله أمره أن يؤرخ لنجد من حيث وقف قلم عثمان بن بشر. فلبّى رغبته بتاريخه الذي تختلف نسخه اختصارا وبسطا تبعا لاختلاف نسخ المؤلف ، فإنه يزيد وينقص. واستمع إليه يحدثنا عن سبب تأليفه لتاريخه الذي جعله ذيلا على تاريخ ابن بشر ، وقد ذكر ذلك في رسالة له إلى بعض أصحابه فقال : «ويمكن أنه بلغكم أن الإمام المكرّم عبد العزيز أعزّه الله بطاعته طلب منا كتابة ذيل على تاريخ ابن بشر ، والإمام أطال الله عمره ليس له معرفة بحالي وصار طريقه على أشيقر في العام الماضي ، وظهر له كبار الجماعة للسلام عليه ، وأنا ما ظهرت معهم لأن الإمام لا يعرفني ، وأنا ما لي دخل في أمر الجماعة ، وإلّا فالإمام ، وفّقه الله لكل خير ، يعطي طلبة العلم عطاء جزيلا ، وأفعاله جميلة ، فدخل الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ البلد ، وقال : أن الإمام سأل عنك حيث ذكر أنك تؤرخ حوادث نجد ، ويلزمك مواجهته لتعرض عليه الذي عندك من التاريخ ، وظهرت أنا والشيخ محمد ، وعرضت على الإمام الوريقات التي كتبتها ، وقال : بودّي أنك تبسط ذلك ، وتستقصي جميع الحوادث ، وإذا حصل منك ذلك فإن شاء الله أعطيك عطية جزيلة ولا أرفع النظر عنك ، فشرعت في تبييض ذلك».