للمرعى وانتصف النهار ، أخرجنا نساءهم وأولادهم ، وما هو خفيف من أموالهم خارج البلد ، وأغلقنا أبواب البلد دونهم ، وأخذنا سلاحنا وجعلنا في بروج البلد بوارديه ، يحفظون البلد ببنادقهم ، فإذا رجع بنو وائل آخر النهار منعناهم من الدخول ، ففعلوا ذلك.
فلما كان آخر النهار وأقبل بنو وائل منعوهم من الدخول ، وقالوا لهم : هذه أموالكم وأولادكم ونساؤكم ، قد أخرجناها لكم وليس لنا في شيء من ذلك طمع ، وإنما نخاف من شرور تقع بيننا وبينكم ، فارتحلوا عن بلدنا ما دام نحن وأنتم أصحاب ، ومن له زرع فيوكل وكيلا عليه منا ، ونحن نقوم بسقيه حتى يحصد ، وأما بيوتكم ونخيلكم فكلّ منكم يختار له وكيلا منا ، ويوكله على ماله ، فإذا سكنتم في أي بلاد فمن أراد القدوم إلى بلادنا لبيع عقاره فليقدم ، وليس عليه بأس ، وليس لنا طمع في أموالكم ، وإنما ذلك خوفا منكم أن تملكوا بلدنا وتغلبونا عليها ، فتم الأمر بينهم على ذلك.
ثم رحل بنو وائل ، مدلج بن حسين وبنوه ، وجدّ آل أبو رباع أهل حريملاء ، وسليم جد آل عقيل ، وجد آل هويمل ، الذين منهم آل عبيد ، المعروفون في التويم والقصارى المعروفون في الشقة من قرى القصيم ، وآل نصر الله المعروفون في الزبير ، وآل هويمل المذكرون من آل أبو رباع ، من آل حسين ، من آل بشر من عنزة ، وحتايت جد آلحتايت المعروفون من وهب ، من النويطات ، من عنزة ، فاستوطنوا بلد التويم ، وكانت بلد التويم قبل ذلك قد استوطنها ناس من عائذ بن سعيد ، بادية وحاضرة ، ثم إنهم جلوا عنها ودمرت ، فعمرها بنو وائل المذكورون ، ونزل آل حمد وآل رباع في حلة.