سعد بن يزيد مناة ابن تميم ، فحصل بينه وبينهم مغاضبة ، وكان ذو ثروة فاشترى الموضع المذكور ، فانتقل من ملهم إليه ، وأسس بلد العيينة واستوطنها وتأمرها ، وتداولتها ذريته من بعده ، فنشأت الدرعية والعيينة بوقت واحد ، ولكن العيينة سبقت الدرعية بالقوة والعمران ، حتى كانت المدينة الأولى في نجد ، وتبوأت المركز الأول في نجد ، ولم تزل كذلك إلى أواسط القرن الثاني عشر ، فإنها فقدت منزلتها بعد وفاة أميرها عبد الله بن محمد بن معمر المشهور ، فاحتلت الدرعية مركزها واستلمت قيادة زمام النهضة التي وحدت فيها كلمة نجد ، وكادت توحّد كلمة الجزيرة بأسرها ، تحت راية واحدة ، كما سيأتي توضيحه بموضعه في الكتاب.
بنو عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
حكّام الأحساء
قبل أن نشرع في ذكر الحوادث لا بد أن نلم بشيء من تاريخ الأحساء بوجه الأجمال ، لأن ليس لدينا تفاصيل عن ذلك ، لعدم وجود تواريخ مختصة بذلك. فقد كانت إمارة الأحساء بالصدر الأول من الإسلام كغيرها من بلدان المسلمين ، ولمّا انتقلت الخلافة إلى الشام أيام بني أمية ، أضيفت إمارة الأحساء إلى إمارة المدينة ، ثم إلى إمارة العراق ، ولم تزل كذلك صدرا في خلافة بني العباس. ولمّا خرج القرامطة في أواخر القرن الثالث استولوا عليها وعلى القطيف ، وبقيت تحت حكمهم إلى أواخر القرن الرابع ـ حتى طردهم منها عبد الله بن علي العيوني من بني ثعلبة ، وساعده على ذلك بنو سليم وبنو عقيل ، واستقل بإمارة الأحساء