والقطيف ، فأراد خلفاءه مشاركته ، فاستعان ببني عقيل على سليم حتى أخرجوهم من الأحساء ، ودخلوا إلى مصر فأقام بها بعض وسار البعض إلى إفريقيا في بلاد المغرب وذلك في منتصف القرن الخامس ، ثم بعد مدة اختلف بنو تغلب وبنو عقيل فقلبت بنو تغلب على بني عقيل وطردوهم من الأحساء ، فسافروا إلى العراق ، وملكوا الكوفة والبلاد والفرايتة ، وتغلبوا على الجزيرة والموصل. وملكوا تلك البلاد مدة ليست قليلة ، ثم غلبهم عليها السلجوقيون. ومنهم كان المقلد وقرداش وقريش وابنه مسلم المشهور ، ذكرهم ووقائعهم في كتب التاريخ ، فلما غلبوا على ملكهم في العراق تحولوا عنها في أوائل القرن السابع إلى مواطنهم الأولى في الأحساء فوجدوا بني تغلب قد ضعف أمرهم فغلبوهم على الأحساء والقطيف بعد حروب كثيرة ـ فاستتب الأمر فيهما لبني عقيل يتوارثونه أبّا عن جد إلى أن أخذها الترك من أيديهم كما سيأتي.
أجود بن زامل
وكانت الإمارة في أوائل القرن العاشر لأجود بن زامل الجبري العقيلي العامري ، وكان مقره في قرية المنيزلة المعروفة ، الآن في الأحساء وقصره في غربي القرية الموجودة الآن لم تزل آثارها موجودة لهذا العهد ، ولم نقف على شيء من أخبارهم على قرب عهدها ، بسبب عدم العناية في تاريخ البلاد. ولهذا كانت أيام ولايات بنو تغلب وبنو عقيل مجهولة ، والحديث عنها يدخل بحكم الخرافات ، كما هو في أخبار بني هلال. وقد بسطنا الكلام في هذا الخصوص في كتابنا (المعجم) عند كلامنا على الأحساء ولم نذكر به إلّا ما ثبت لدينا من مصادر موثوقة وعزونا كل شيء