ويوجد من هذا الشرح في كردستان نسخ مخطوطة كثيرة ، وكان لديّ منها ثلاث نسخ مخطوطة للتحقيق والإخراج والمطابقة بصورة مضبوطة ، وعلى طرفي صفحاته عدّة حواشي لعلماء الكرد كالعلّامة الملّا علي القزلجي والملّا جامي الچوري ، وابن الحاج وغيرهم ـ رحمهمالله ـ وما استغنيت عنها لتوضيح وإخراج الكتاب مستفيدا من تعليقاتهم وتقاريرهم.
ولا يزال هذا الشرح يعرفه طلّاب العلوم الدينيّة في كردستان ، ويستفيدون منه بصورة مخطوطة ويهتمّون به ، ولهذا رأى بعض الخيّرين إخراجه وطبعه لمزيد الفائدة ولشمولها.
وإذ وكّل إليّ أمر كتابته ومراجعته لم أعزم على تحقيقه ومقابلة نسخه لأن لذلك أهله ورجاله وهذا ما ليس في وسعي بل الغرض إخراجه بصورة تليق به ، ولست ادّعي إكمال «الكمال» ، فإن يكن هذا العمل شافيا بما قصدنا مؤدّيا الغرض كان ذلك أملنا وان تكن الاخرى فهذا جهد المقلّ (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها).
وهذا الشرح ربّما توجد فيه مميّزات تجعله جديرا بأن يهتم به بطبعه وإخراجه والتعليق عليه ، وبأن يستفاد منه في مجال الدراسة في كافّة مدارس العلوم الشرعيّة.
وأهمّها ـ فيما أعلم ـ :
١ ـ كثرة الاستشهاد بآيات القرآن الكريم ، وأحيانا بالأحاديث النبويّة.
٢ ـ كثرة الاستشهاد بالشواهد الشعرية.
٣ ـ الوسطية ، بمعنى انّه ليس بالمختصر كالشرح النظام ، ولا بالمطوّل كشرح رضي الدين ـ أي هو بين هذا وذاك ـ وخير الامور أوسطها.
٤ ـ مزج الشرح بالمتن كالشرح النظام وغيره ، وهذا أرجح الأساليب في تبين المتون وإن كان من جهة اخرى أصعب من غيره.
٥ ـ اهتمامه ببيان المعاني اللّغوية وبيان لفظ الكلمة وتشكيلها ، فقلّما تمر عليه كلمة إلّا ويبيّن معناها اضافة إلى بيان المعاني الشعرية أحيانا.