الحمد لله
هذا ما وقف وحبس وأبّد العبد الفقير إلى الله تعالى ، صبيح عتيق عقبة حيطانة في عكل (١) ، على بئر الغطفان ، ولهن في الماء ثلاث وقعات ونصف على بئر الغطفان بحدودهن وحقوقهن في أرضهن ، ونخلهن ، ومائهن ، ونمائهن ، وكل حق هو لهن داخل فيهن أو طالع عنهن ، يحدهن في الغرب سور القرية ، وفي الشمال البئر وطريق المسلمين ، وفي الشرق حويط أبا شقير ، وفي الجنوب الجفرة والقطيعة والأحيمري ، وقف حبسا مؤبدا محرما بجميع محارم الله تعالى ، التي حرم بها الزنا وشرب الخمر ، وأكل الميتة والدم ، ولحم الخنزير ، وقتل النفس بغير حق ، وقفا قائما على أصوله جاريا على رسومه ، قائما على سبيله ، ماض لأهله ، جائزا لهم ، لا يزده مرور الأيام إلّا تأكيد ، ولا يكسبه تقلب الأوقات إلّا تمهيد وتأييد ولا يحله تطاول أمد ولا تقاوم عهد ، وكلما تطاول عليه من زمان أبده ، وكلما أتى عليه عصر جدده ، وأكده لا يزال ذلك كذلك ، حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وهو خير الوارثين.
وليجدّد في كل عصر ذكره ، وتسمع الأسماع ما ذكر فيه من تجديد
__________________
(١) عكل : هو بلد أشيقر المعروف من قرى الوشم.