حملها ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ، يوم الواقعة ، يوم الآزفة ، يوم الراجفة ، يوم الحاقة ، يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود ، فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ، يوم العرض ، يوم النشور ، يوم الطامة ، يوم الحسرة والندامة ، يوم يعض الظالم على يديه ، يوم لا يجزي والد عن ولده ، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ، يوم يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ، ولهم اللعنة ، ولهم سوء الدار ، يوم تقوم الروح والملائك صفا لا يتكلمون إلّا من أذن له الرحمن وقال صوابا ، يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ، ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرّا يره ، وعلى المتعرض لهذا الوقف لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ولا يقبل الله منه صرفا ، ولا عدلا ، ولا فرضا ، ولا نفلا ، وعجل الله فضيحته في الدنيا ، وضاعف له العذاب في الآخرة وجعله من الأخسرين أعمالا ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبونه أنهم يحسنون صنيعا ، فمن بدّله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه من إن الله سميع عليم.
كملت وثيقة الأصل بالتمام من غير تحريف ، وهجرتها سبع وأربعين وسبعمائة ، وهذه النسخة مكتوبة من وثيقة كتبها علي بن شفيع بيده رحمهالله ، من وثيقة الأصل ، وكانت الأولى قد فنيت من طول الوقت ، فسبحان من لا يفنى ولا يموت.
وتاريخ الوثيقة التي كتبها علي بن شفيع رحمهالله ، من وثيقة الوقف كانت يوم النصف من رمضان المعظم سنة ٨٩٠ ه تسعين وثمانمائة من الهجرة النبوية على مهاجرها أفضل الصلاة والسلام.