واختلفت الألفاظ التى ذكرناها فيمن كان معتمدا عليه ـ مع الاتفاق على كونهما اثنين ـ فمنها : « رجلين أحدهما العباس » ومنها : « رجلين » ومنها : « فقال : انظروا لي من أتكى عليه ، فجاءت بريرة ، ورجل آخر فاتكا عليهما ». وهناك روايات فيها أسماء أشخاص آخرين ...
ومن هنا اضطربت كلمات الشرّاح ...
فقال النووي بشرح « فخرج بين رجلين أحدهما العباس » :
وفسّر ابن عباس الآخر بعلي بن أبي طالب. وفي الطريق الآخر : فخرج ويد له على رجل آخر ، وجاء في غيرمسلم : بين رجلين أحدهما أسامة بن زيد. وطريق الجمع بين هذا كله : إنهم كانوا يتناوبون الأخذ بيده الكريمة تارة هذا وتارة ذاك وذاك ، ويتنافسون في ذلك. وأكرموا العبّاس باختصاصه بيد واستمرارها له ، لما له من السن والعمومة وغيرها ، ولهذا ذكرته عائشة مسمى وأبهمت الرجل الآخر ، إذ لم يكن أحد الثلاثة الباقين ملازماً في جميع الطريق ولا معظمه ، بخلاف العباس ، والله أعلم » (١).
وفي خبر آخر عند ابن خزيمة عن سالم بن عبيد : « فجاءوا ببريرة ورجل آخر فاعتمد عليهما ثم خرج إلى الصلاة » (٢).
ترى أن « الرجل الآخر » في جميع هذه الطرق غيرمذكور ، فاضطر النووي إلى ذكر توجيه لذلك ، بعد أن ذكر طريق الجمع بين ذلك كله ، لئلا يسقط شيء منها عن الاعتبار!! بعد أن كانت القضية واحدة ...
وروى أبوحاتم أنه خرج بين جاريتين ، فجمع بين الخبرين بانه « خرج بين
__________________
(١) المنهاج شرح مسلم هامش ارشاد الساري ٣ / ٥٧.
(٢) عمدة القاري ٥ / ١٨٧.