بسم الله الرحمن الرحيم
تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار
ابتدئ بتقييدها يوم الجمعة الموفي ثلاثين لشهر شوال سنة ثمان وسبعين وخمسمائة (١) على متن البحر بمقابلة جبل شلير (٢) عرفنا الله السلامة بمنه. وكان انفصال أحمد بن حسان (٣) ومحمد بن جبير من غرناطة ، حرسها الله للنية الحجازية المباركة ، قرنها الله بالتيسير والتسهيل وتعريف الصنع الجميل ، أول ساعة من يوم الخميس الثامن لشوال المذكور ، وبموافقة اليوم الثالث لشهر فبرير الأعجمي. وكان الاجتياز على جيّان لقضاء بعض الأسباب ، ثم كان الخروج منها أول ساعة من يوم الاثنين التاسع عشر لشهر شوال المذكور وبموافقة اليوم الرابع عشر لشهر فبرير المذكور أيضا.
وكانت مرحلتنا الأولى منها إلى حصن القبذاق ، ثم منه إلى حصن قبرة ، ثم منه إلى مدينة إستجة ، ثم منها إلى أشونة ، ثم منه إلى شلير ، ثم منه إلى حصن أركش ، ثم منه إلى قرية تعرف بقرية النشمة من قرى مدينة ابن السليم (٤) ، ثم منها إلى جزيرة طريف (٥) ،
__________________
(١) ٢٥ فبراير ١١٨٣.
(٢) شلير : جبل على بعد فرسخين جنوبي غرناطة ، تكسوه الثلوج صيفا شتاء ، ويذكر ابن الخطيب في (الإحاطة ...) أن ستة وثلاثين نهرا تنساب منه.
(٣) أحمد بن حسان ، أبو جعفر ، ولد ونشأ في غرناطة واشتغل بصناعة الطب وخدم المنصور بطبه.
(٤) مدينة ابن السليم : وردت في أطلس التاريخ الإسلامي باسم : مدينة سالم. أما الحصون والمدن المذكورة سابقا ، فيمكن الاطلاع على مواقعها في مصورات الأطلس المذكور.
(٥) جزيرة طريف : في مضيق جبل طارق ، قرب الساحل الأندلسي.