وجمالهم حمول جمود ، ذاقه هذا من ذاقه ، وتحققه من لقلبه بعد الإيمان أدنى علاقة.
يا ليلى ما جئتكم زائرا |
|
إلا وجدت الأرض تطوى لي |
ولا انثنى عزمي عن بابكم |
|
الا تعثرت باذيالي |
ثم بتنا تلك الليلة وافترقنا عند المغرب لإتيان ما تتعشى به الإبل فصلينا المغرب في تلك البساتين إلى العشاء فرجعنا إلى الأخبية وبتنا خير مبيت إلى طلوع الفجر ظعنا وأعقل الركب المطايا ، واستخرج خبايا شوقه لأهله من حنايا الزوايا ، فسرنا مع العافية والسلامة من كل مكروه والحالة أني راكب على بغلتي مع من ركب على البغال من أصحابنا في شوق ووجد وحرق ونحن كذلك إلى أن وصلنا والله أعلم قبور الشهداء بين الظهر والعصر والركب المصري نازل هناك إذ سبق من المدينة ونحن ركب الجزائر وراءه وإن كان عادة المغربي السبق في الإياب وإنما سبقناه عند الينبع ثم خلفنا تلك المنزلة وسبقنا وتركنا الركب المصري هناك إلى أن تجاوزنا العشاء الأخيرة فنزلا في الوادي ثم أن الركب المصري سبقنا في الليل وأصبح في الصفراء وقد بتنا هناك في عافية ثم بكرنا قبل طلوع الفجر ووصلنا الصفراء عند الزوال ونزلنا وراء المصري لتعذر المرور في وسطه من شدة الضيق فبتنا هناك خير مبيت واستقينا من العين الكبيرة ورجعنا إلى خيامنا وبين هذه المنزلة وقبور الشهداء مسجد الغزالة وقد زرناه مرارا والحمد لله.
ثم أقام الركب المصري فيها إلى قرب الظهر ثم ارتحل المصري وارتحلنا بعده بعد الظهر وما ذكرناه من النزول وراء الركب بل نزلنا تحت القرية في القيلولة ثم ان الشيال الذي اكترينا عليه من مكة الذي هرب لنا ببعض الجمال وترك البعض في يدينا ولم يعتبره لشدة غلاء الفول وحصلت لنا مشقة عظيمة وكربة قوية إذ طلبناه في بدر عند الأمير فلم يتفق لنا الاستواء معه لكثرة فجوره وتحيله فاختفى في المصري فرارا مما