للدميري» ، وكتاب «الإيقاظ من الغفلة والحيرة في مسألة إقرار ظهيرة» ، ثم اختصره في مختصرين.
وجرد لجماعة من شيوخه أشياء من مروياتهم ، ولنفسه أربعين حديثا متباينة المتن والإسناد متصلة بالسماع ، وطرق في مجلد كبير كثيرا من أحاديثها ، وفهرسا يشتمل على جملة من مروياته بالسماع والإجازة وغير ذلك. ومصنفاته كثيرة جدا صارت جميعها كالعدم ؛ لأنه أوقفها في مرض موته على طلبة العلم الشريف واستثنى أهل مكة.
ولي قضاء المالكية بمكة المشرفة في شوال سنة سبع وثمانمائة من قبل صاحب مصر الناصر فرج ابن برقوق ، وهو أول قاض مستقل ولي بها على مذهب الإمام مالك ، ورتّب له على ذلك معلوم ، وقرئ توقيعه بالمسجد الحرام في أوائل ذي الحجة من السنة بحضرة أمير الحاج المصري كزل العجمي وغيره من أعيان الحاج وأهل مكة.
ثم ولي في سنة أربع عشرة درس المالكية بالمدرسة البنجالية بمكة ، واستمر حتى صرف عن ذلك مع وظيفة القضاء في رابع عشري شوال سنة سبع عشرة بقريبه الشريف أبي حامد بن عبد الرحمن بن أبي الخير بن أبي عبد الله الفاسي ، ثم أعيد إلى ولاية القضاء قريبا في ثامن ذي القعدة من السنة ، ثم عزل في عاشر الحجة سنة تسع عشرة بإمام المالكية شهاب الدين أحمد بن علي النويري ، ولم يباشر النويري ذلك لأمر أوجب ذلك ، ثم أعيد في ربيع الآخر سنة عشرين ، ثم صرف في أواخر سنة ثمان وعشرين لما ذكر عنه من العمى ، وكان هو في الأصل أعشى ثم ضعف نظره جدا بالقاضي كمال الدين أبي البركات محمد بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين القسطلاني ، فقدم القاهرة في أوائل سنة تسع وعشرين فاستفتى فضلاء المالكية فأفتوه بما يقتضيه مذهبهم أن العمى لا يقدح إذا طرأ على القاضي المتأهل للقضاء ،