بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلي الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
لما وجدت تاريخ الأندلس تصنيف الفقيه العلامة أحمد بن محمد المقري (٣) الراسم له بنفح (٤) الطيب (٥) تاريخا يشتمل على عجائب (٦) من
__________________
(٣) المقري : ولد احمد بن محمد بن احمد المقرى القرشى المكى بأبى العباس والملقب بشهاب الدين سنة ٩٨٦ بمدينة تلمسان وأصل أسرتة من قرية مقرة بفتح الميم وتشديد القاف المفتوحة ؛ نشا بتلمسان وطلب العلم فيها وكانت م اهم شيوخة التلمسانين عمة الشيخ سعيد المقرى. وهو واحد من أعلام القرن السادس عشر والسابع عشر الميلاديين ، سطعت فضيلته العلمية في تلمسان وفاس بالمغرب العربي ، وذاعت في مصر والحجاز وبلاد الشام بالمشرق العربي إبان حكم العثمانيين الأتراك.
وقد شهد له معاصروه بالإمامة والفضل ، في الفقه وأصوله ، وفي الحديث وعلوم القرآن ، وفي علوم العربية ، وتدل آثاره الحسان على علم وفهم ، ورواية ودراية ، وإتقان وإحسان ، ويعتبر «كتاب الرحلة إلى المغرب والمشرق» من الآثار المفقودة لأبي العباس المقري لو لا الهدية التي قدمتها حفيدة المستشرق الفرنسي جورج ديلفان سنة ١٩٩٣ م للمكتبة الوطنية بالجزائر العاصمة ، والمتمثلة في مجموعة من المخطوطات
(٤) في الأصل : نفحة الطيب.
(٥) كان إسم الكتاب أولا : «عرف الطيب ، في التعريف ، بالوزير ابن الخطيب» فلما ألحق به أخبار الأندلس ، وأفاض فيها ، اتخذ له هذا الاسم الجديد. وهو موسوعة تاريخية مهمة في دراسة التاريخ والأدب والجغرافيا الخاصة بالأندلس. وقد صرح المقري