أحمد نادرة رعاياه عرب زنجبار». (١) ثم يذكر المغيري مآثر السيد البوسعيدي وهي وقف بيت الرباط بمكة المكرمة ، وأوقاف أخرى بها لخدمة هذا الوقف ، ومدرسة لتعليم القرآن ، ومسجد جامع بمنطقة بو بو بو ، (٢) وقصر فاخر تتصل به أرض واسعة بها معصرة حديد لعصر قصب السكر ومطاحن للدقيق تدور دواليبها بقوة جري ماء أجراه من عين موينايا. ومن أعماله الجليلة عتق ألف ومائتي مملوك.
ويشير المغيري إلى هذه الرحلة التي بين أيدينا قائلا : «وفي عام ١٢٨٨ ه صاحب السيد حمود بن أحمد السيد برغش بن سعيد إلى مكة المشرفة لأداء فريضة الحج ، وجاور فيها ، وزار الطائف ، ومصر ، والشام ، وفلسطين القدس الشريف». ثم يذكر طرفا عن أسرته فيقول : «وتزوج بالسيدة زمزم بنت سعيد بن سلطان بن الإمام. ووالدة السيد سعيد غنى بنت سيف عمّة السيد حمود هذا».
وحول موته يذكر المغيري : «وقد زهد في آخر أيامه ولازم سكنى بو بو بو ، وبالأخصّ البيت الذي كان قرب المسجد. ولزم المحراب إلى أن توفاه الله تعالى باليوم العاشر من ربيع الأول سنة ١٢٩٨
__________________
(١) سعيد بن علي المغيري ، جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار ، (وزارة التراث القومي والثقافة : مسقط ١٩٧٩) ، تحقيق عبد المنعم عامر ، ص ص ٢٥٥ ـ ٧.
(٢) تبعد عن مركز زنجبار حوالي ثلاثة أميال ، وبها كانت محطة للقطار فسماها الناس بو بو بو ، محاكاة لصوت القطار البخاري.