والثّرب : أرض حجارتها كحجارة الحرّة ، إلا أنها بيض.
تاريخ يثرب :
هي من المواضع التي يرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد ، وقد ذكرت في الكتابات المعينية ، وكانت من المواضع التي سكنتها جاليات من معين ، ثم صارت إلى السبئيين بعد زوال مملكة معين (١)
وفصّل صاحب معجم البلدان أمرها :
كان أول من زرع بالمدينة (يثرب) واتخذ بها النّخل ، وعمّر بها الدور ، والأطام ، واتخذ بها الضياع العماليق ، وهم بنو عملاق بن أرفشخذ بن سام بن نوح ، عليهالسلام ، فعلى هذا الكلام يثرب رجل : وكانت العماليق ممن انبسط في البلاد ، فأخذوا ما بين البحرين وعمان والحجاز كله إلى الشام ومصر فجبابرة الشام ومصر منهم (٢) ، ولكن جواد علي يذكر : أنّ قوما أقدم من العمالقة قد سكنوا يثرب يقال لهم صعل ، وفالج ، فغزاهم النبي داود عليهالسلام ، وأخذ منهم أسرى ، وهلك أكثرهم ، وقبورهم بناحية الجرف ، وسكنها العماليق (٣).
فبنو صعل وفالج أقدم من العماليق ، ولعل العماليق من بقاياهم أو من نسلهم.
وكان ساكنوا المدينة (يثرب) بنو هفّ ، وسعد بن هفّان ، وبنو مطرويل ، من العماليق ، وكان ملك الحجاز الأرقم بن أبي الأرقم (٤).
وقد نزلها اليهود وكان سبب نزولهم المدينة وأعراضها : أنّ موسى بن عمران عليهالسلام ، بعث إلى الكنعانيين حين أظهره الله تعالى على فرعون ، فوطىء الشام ، وأهلك من كان بها منهم ، ثم بعث بعثا آخر إلى الحجاز إلى العماليق ، وأمرهم أن لا يستبقوا أحدا ممن بلغ الحلم إلّا من دخل في دينه ، فقدموا عليهم ، فقاتلوهم ، فأظهرهم الله عليهم ، فقتلوهم ، وقتلوا ملكهم الأرقم ، وأسروا ابنا له شابا جميلا ، كأحسن من رأى في زمانه ،
__________________
(١) المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ، جواد علي ج ٤ ص ١٢٨.
(٢) معجم البلدان ج ٥ ص ٨٤.
(٣) المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ج ٤ ص ١٢٨
(٤) نفس المصدر السابق. ج ٥ ص ٨٤