وطباق السلب) وهو أن يجمع بين فعلى مصدر واحد ، أحدهما مثبت والآخر منفى ، أو أحدهما أمر والآخر نهى ، فالأول (نحو قوله تعالى : (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا).
______________________________________________________
فى الأمثلة كلها ، ألا ترى إلى (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ)(١) فإن اليقظة والرقاد ذكرا بطريق الإثبات ، وكذا يقال فى باقى الأمثلة التى مرت (قوله : وطباق السلب) هو داخل فى التعميم السابق فى التقابل (قوله : بين فعلى مصدر واحد) ظاهره التقييد به وإخراج غير الفعلين وفعلى المصدرين (قوله : فعلى مصدر إلخ) الفعلان كيعلمون ولا يعلمون ومصدرهما العلم ، والتقابل بينهما تقابل الإيجاب والسلب (قوله : أحدهما مثبت والآخر منفى) أى فيكون التقابل بين الإيجاب والسلب لا بين مدلولى الفعلين ، وقد تبع الشارح فيما ذكره من التعريف المصنف فى الإيضاح وهو تعريف غير جامع ؛ لأنه يخرج منه لست بعالم وأنا عالم ، ونحو أحسبك إنسانا ولست بإنسان ، ونحو أضرب زيدا وما ضرب عمرو ، ولا تضرب زيدا وقد ضربت بكرا ، والأولى أن يقول : وهو أن يجمع بين الثبوت والانتفاء. قاله فى الأطول.
(قوله : أو أحدهما أمر إلخ) أى أو يجمع بين فعلين أحدهما أمر والآخر نهى ، فإن النهى يدل على طلب الكف عن الفعل والأمر يدل على طلب الفعل ، والكف والفعل متضادان ، فيكون التقابل باعتبار الفعل والترك لا باعتبار مصدر الفعلين لاستوائه ، وإنما جعل هذا من تقابل السلب والإثبات لأن المطلوب فى أحدهما من جهة المعنى سلب وفى الآخر إثبات.
(قوله : فالأول) أى وهو أن يجمع بين فعلى مصدر واحد أثبت أحدهما وسلب الآخر (قوله : نحو قوله تعالى) أى ونحو ضرب ولم يضرب (قوله : (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)) أى ما أعد لهم فى الآخرة من النعيم ، ومن فى قوله من الحياة الدنيا إما بيانية أى يعلمون الظاهر الذى هو الحياة الدنيا ويعدلون عن الباطن الذى هو الحياة الآخرة ، أو ابتدائية أى يعلمون شيئا ظاهرا ناشئا من الحياة الدنيا وهو التلذذ باللذات
__________________
(١) الكهف : ١٨.