نشأته وتحصيله :
نشأ يوسف في بغداد ، وبها قضى حياته ، ولم يعرف عنه رحلة إلى غيرها قط ، إذ كفاه أبوه مؤونة كل شيء ، فسارت حياته في طريق هادئة.
فقد بدأ تعليمه على يد والده ، وتوسع في ذلك في حلقاته فيما بعد ، فلم يسع إلى شيخ غيره .. ولا ضير في ذلك ، وأبو سعيد هو «شيخ الشيوخ وإمام الأئمة معرفة بالنحو واللغة والشعر والعروض والقوافي والقرآن والفرائض والحديث والكلام والحساب والهندسة» (١).
غير أن أبا محمد لم يعتكف في محراب العلم كوالده ، ولم يصرف همه إليه وحده ، كيف .. وهو يرى في أبيه مثلا لا يشجعه على هذا ، إذ كان أبو سعيد ـ مع غزارة علمه وسعة شهرته ، وكثرة أعماله ـ ـ يحيا بأسرته في عيش هو أقرب إلى الكفاف ، فلقد كان «زاهدا ورعا ، لم يأخذ على الحكم أجرا» (٢) «ولا يأكل إلا من كسب يده ، فلا يخرج من بيته إلى مجلس الحكم ، ولا إلى مجلس التدريس في كل يوم إلا بعد أن ينسخ عشر ورقات يأخذ أجرها عشرة دراهم تكون قدر مؤونته ، ثم يخرج إلى مجلسه» (٣) مما حدا بابنه إلى أن يحترف عملا آخر ،
__________________
أ ـ المصورات : (أطلس التاريخ الإسلامي). صنع : هاري رهازارد ، ترجمة خورشيد ورفاقه. (وخريطة المملكة الإسلامية). مستمدة من خريطة : واصف والخضري وأطلس سبرونر. (وبلدان الخلافة الشرقية) لمؤلفه ليسترنج الخارطة (٦) مقابل ص ٢٨٣
ب ـ المراجع : الأنساب للسمعاني. والمسالك والممالك لابن حوقل. ومعجم البلدان لياقوت.
(١) معجم الأدباء ٨ / ١٥٠
(٢) بغية الوعاة ١ / ٥٠٧
(٣) إنباه الرواة ١ / ٣١٣ ـ ٣١٤