٣ ـ ما ذكره البغدادي في مواضع كثيرة في خزانته من التصريح باسم ابن السيرافي مقرونا باسم كتابه : شرح أبيات سيبويه ، حين كان ينقل شيئا من معانيه وآرائه (١).
مكانته :
وهذا الشرح قيّم في ذاته بسبب مما يأتي :
١ ـ لقد استوفى جوانب العمل كلها. وهي :
آ ـ اللغة ، إذ يلمس القارىء تمكن ابن السيرافي من ناصية اللغة وغرائبها ، مع الدقة والتركيز.
ب ـ المعالجة النحوية ، فيبدأ بذكر الموضع الذي أورد سيبويه البيت من أجله ، يلتفت بعده إلى إعراب ما قد يشكل في البيت مما له أثر في توجيه معناه ، ثم يأخذ بالوجه الذي يشد من أزر المعنى ويخدمه.
ج ـ الرواية واستقصاء وجوهها واختلافاتها ، وبيان ما يفضّله منها.
د ـ الحرص على نسبة كل بيت إلى قائله ما أمكن ، مع إيراد اختلاف الأقوال في ذلك ، وترجيح ما يراه منها أقرب إلى الصواب في رأيه.
ه ـ وكذلك شرحه للمعاني وإيراد أخبارها باقتضاب عابه عليه الأسود الغندجاني.
٢ ـ سبقه النسبي : إذ لم يتقدمه من شراح أبيات سيبويه ـ وقد بلغ عددهم ثمانية عشر شارحا ـ سوى : شرح المبرد (ت ٢٨٥ ه) والزجّاج (ت ٣١٠ ه) والمراغي (قرأ على الزجاج) وابن النحاس (ت ٣٣٨ ه) ومبرمان (ت ٣٤٥ ه) تتالى ظهورها في خلال قرن كامل.
٣ ـ منهجه في الشرح : فلقد حرص بالتزام ويقظة على استكمال جوانب
__________________
(١) انظر ـ على سبيل المثال ـ الخزانة ٢ / ١٩٨ نهاية الصفحة.