الشرح كلها ، وبذل للحفاظ على هذا المنهج جهدا ملحوظا ، هذا مع أنه لم يسبق إلى مثل هذا الشرح المستوفي ، إذ ليس في أيدينا مما تقدمه من شروح سوى شرح ابن النحاس (١) ، فإن كانت الشروح الأخرى تسلك نهج ابن النحاس ، فالبون كبير بينهما. فابن النحاس يقتصر ـ وبعبارة مقتضبة جدا ـ على ذكر موضع الاستشهاد مشيرا إلى أنها ضرورة أو لغة قوم. معرضا ـ إلا ماندر ـ عن كل شرح للفظ أو معنى ، أو التفات إلى رواية أو نسبة.
٤ ـ تأثيره فيما تلاه : وهذا التأثير في الحقيقة لا يقتصر على النص وحده ؛ بل إن لصاحبه الأثر الأكبر ، بما اختطه لنفسه من تخصص في شرح الشواهد ، فجعله فنا قائما بذاته ، ينفرد بأسبابه وطرائقه وأدواته .. فتوالت بعده الشروح ، وكثر الشارحون ، حتى بلغت قمتها عند عبد القادر البغدادي ت ١٠٩٣ ه.
عنوان الكتاب :
ونتوقف ثانية عند قضية العنوان ، إذ تطالعنا لهذا الشرح ثلاثة عنوانات متباينة :
ـ أولها (شرح أبيات الكتاب) أخذ به كل من : الفيروزأبادي في البلغة ٢٩١ والسيوطي في بغية الوعاة ٢ / ٣٥٥
ـ وثانيها (شرح أبيات سيبويه) وقد ورد في : معجم الأدباء ٢٠ / ٦٠ والجواهر المضيّة في طبقات الحنفية ٢ / ٢٢٦ وخزانة البغدادي ٢ / ١٩٨
ـ ثم يطالعنا العنوان الثالث الذي جمع بين ألفاظ سابقيه فكان : (شرح أبيات كتاب سيبويه) وذلك في : وفيات الأعيان ٦ / ٧٠ ومرآة الجنان ٢ / ٤٢٩ وتذكرة النوادر ١٢٧ أما «فرحة الأديب» فلم يقدم لهذا النص عنوانا محددا بالرغم من دورانه حوله من جوانب متعددة ..
وقد رجّح لدي الأخذ بالعنوان الثاني وروده على صفحة المخطوط نفسه كما يظهر في صورتها التالية لهذا الكلام ؛ إذ يثير لدينا احتمال مطابقته لما أراده ابن
__________________
(١) كان في عداد مراجعي المخطوطة. ثم طبع بعد ذلك.