الذي نبت فيه الرّخامىّ ، والحقل : القراح (١) ، والتعريج : أن يعطفوا إلى الموضع ويقفوا فيه ، وأنى : حان ، أي قد حان لهما أن يبليا (٢) ، والطلل : ما شخص من آثار الدار ، وعفا : درس ، ومعنى عرّس : نزل ليلا في المكان بعد ما سار أكثر الليل.
وقوله : أمن دمنتين ، يريد : أمن أجل دمنتين؟ و (من) في صلة فعل محذوف كأنه قال : أتحزن أو أتجزع من أجل دمنتين رأيتهما فتذكرت من كان يحل بهما؟! والضمير المجرور في (ربعيهما) يعود إلى الدمنتين ، والصفا ، الجبل في هذا الموضع ، وجارتاه : حجران يجعلان تحت القدر وهما الأثفبّتان ، وتسند القدر إلى الجبل ، فيقوم الجبل (٣) مقام حجر ثالث فيكون تحت القدر ، والربع : الدار.
يريد : أقامت الأثفيّتان اللتان تقربان من الجبل في ربع الدمنة. والذي يوجبه معنى الشعر ، أنه ليس يعني أثفيّتين اثنتين ، لأنه ذكر دمنتين ثم قال : أقامت على ربعيهما ، وليس أنّ في الربعين أثفيّتين في كل ربع أثفيّة ؛ وإنما يريد أن في كل ربع (٤) من هذين أثفيّتين.
والأعالي : أعالي الأثافي (٥). يريد : أن أعالي الأثافي أقمن شديدة الحمرة ،
__________________
(١) هو المزرعة التي ليس عليها بناء ولا فيها شجر ، كذا فسر البغدادي أيضا. ومنه الماء القراح الذي لا يشوبه شيء. انظر الصحاح (قرح) ١ / ٣٩٦
(٢) جاء في الخزانة (٢ / ١٩٨) أن اللام في «لبلاهما» زائدة. أي قد حان بلاهما.
(٣) والجبل هو المقصود بثالثة الأثافي في أساليبهم.
(٤) ساقطة في المطبوع.
(٥) بتشديد الياء وتخفيفها.